"الشباب هو الحل وليس المشكل".. هذا الشعار الذي رفع في تونس خلال العام الجاري بمناسبة تنظيم فعاليات سنة الحوار مع الشباب.. يلخص أهم ما ورد أمس في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي حول "قضايا الشباب في العالم الاسلامي بين رهانات الحاضر وتحديات المستقبل".. فقد أكدت مداخلات الاشقاء الضيوف والخطاب الافتتاحي الذي ألقاه الرئيس زين العابدين بن علي انه "بالشباب يمكن للامة الاسلامية ان تستعيد زمام المبادرة وتتفاعل تفاعلا ايجابيا مع عصرها وتتوفق لاستشراف مستقبلها". صحيح أن حصيلة عقود طويلة من الاحتلال والصراع مع قوى عديدة تتربص بمستقبل المنطقة العربية والاسلامية كانت تراكمات من خيبات الامل والازمات النفسية والاجتماعية والعلمية.. في صفوف الشباب.. والكهول من الجنسين.. لكن مؤشرات عديدة اصبحت تدعو الى التفاؤل بمستقبل المليار مسلم ومستقبل شبابه.. من بينها ما انجزتها حكومات المنطقة وشعوبها في المجالات العلمية والجامعية وتطوير الموارد البشرية والبنية الاساسية وبناء اقتصادات وطنية.. ومهما كانت النقائص التي تفسر شعور تيار من الشباب بخيبة الامل فانه مثلما ورد في خطاب الرئيس بن علي أمس "لا يمكن لامتنا الاسلامية أن تستعيد زمام المبادرة إلا بشبابها".. على أنه "لا تنمية اقتصادية واجتماعية بدون تنمية ثقافية حية ومتجددة" يراهن فيها شباب الدول الاسلامية ال53 على تطوير برامج التعليم والانتاج الثقافي مع ضمان فتح أكثر ما يمكن من الفرص لاستيعاب الثقافة الرقمية أمام الجيل الجديد.. جيل بناء الحاضر والمستقبل.. وقد أكد خطاب رئيس الدولة على ضرورة التوازن بين واجب احترام الخصوصيات الثقافية ومقومات الهوية من جهة وواجب الانفتاح على العالم المتقدم وعلى ما بلغه من رقي وتطور في مختلف المجالات من جهة ثانية.. مع تفعيل دور الآباء والامهات والمؤسسات الثقافية في مجتمعاتنا.. واحترام "مقومات الكرامة والشعور بالمواطنة" لدى الشباب وعلى رأسها الحق في الشغل اللائق والدائم. ان اختيار تونس من قبل منظمة المؤتمر الاسلامي والمنظمة الاسلامية للتربية والثقافة والعلوم لتنظيم مثل هذا المؤتمر الدولي عن مستقبل الشباب في العالم الاسلامي يعكس قناعة لدى صناع القرار في غالبية الدول الاسلامية بتطور التفاعل بين تونس وهويتها العربية الاسلامية من جهة.. وباهمية الاستفادة من نموذج الاعتدال والتسامح السائدين في تونس في الاوساط العلمية والثقافية والسياسية خلال التعامل مع المرجعيات الاسلامية للشعب ومع تطلعاته الوحدوية.. ومختلف مطالبه المادية والسياسية.. واذا كانت تونس والمنظمة الاسلامية للثقافة والعلوم ومنظمة المؤتمر الاسلامي وجامعة الدول العربية سبق أن نظمت سلسة من ندوات الحوار الفكري والسياسي في بلادنا فان الندوة الحالية التي تعنى بملفات الشباب ومشاغله الجديدة.. يمكن ان تقدم اضافة نوعية نحو الافضل.. لان الشباب يبقى في كل المجتمعات السليمة الحل والمرجع.. وليس مشكلا وعبئا..