يبدو أنّ الرسالة التي نشرتها أول أمس في هذا الركن وأدرجت تعليقي على مضمونها تحت عنوان «... ولكن التاريخ لا يرحم!» قد أثارت شهية الكتابة لدى بعض القرّاء وحرّكت فيهم رغبة الردّ عليها. أدعوكم أوّلا للاطلاع على محتوى الرسالة التالية، وسأتولّى بعد ذلك التعقيب والتعليق عليها بجملة من الملاحظات: إلى السيد حسن عطيّة الموضوع: وضعية النادي الصفاقسي؟؟ من أين وإلى أين؟؟ سيدي العزيز، في البداية أودّ أن أقدّم لك أبلغ التحيّة لما تقومون به من مجهودات في مجال نشر الأخبار الرياضية بكل مصداقية وشفافية وقد اطّلعت على ما نشر على لسان من يدّعي حبّه لفريقنا النادي الصفاقسي: في حين أنّه يريد أن «يغطّي عين الشّمس بالغربال». سيدي، إنّي كمحبّ صادق لهذا الفريق العريق أتحمّل مسؤوليتي كاملة فيما سأقول وهو كالآتي: وصل الفريق إلى مسدّ يصعب الخروج منه بما فيه قلّة انضباط كنا مضربا للمثل فيه. منذ كبوة الحادي عشر من نوفمبر، ويعلم الله كم تعبنا وكم كلّفنا الدخول إلى ذلك النهائي الجنائزي من أموال وتعب الهيئة المديرة. بعد الهزيمة، والتي ما كانت يجب أن تكون كارثة مثلماآلت إليه، دخل الفريق في متاهات كبرى: هزائم تاريخية (8 هزائم كاملة في موسم فقط ومنها هزيمة النجم الساحلي بسوسة بخمسة أهداف نظيفة)، لاعبون لم يتسلّموا مستحقاتهم وغير منضبطين (يكفي تلاعب إثنين على الأقلّ في مقابلتين الأولى ضدّ فريق مهدّد بالنّزول، والأخيرة والتي أتمنّى أن تكون الآخرة ضد فريق يلعب من أجل البطولة والفاهم يفهم)، إنّني أؤمن بالهفوات لكن أن تكون بمثل تلك الطريقة وفي تلك المباريات فلا أعتقد أن تكون صدفة، انسحابات بالجملة في جميع الفروع وغياب الرهان والتنافسيّة لدى كلّ المنضوين تحت لواء هذا النادي والسّبب واضح: تأخّر في دفع الرواتب وعندما يحتج أيّ منهم يُطرد ويُعاقب ثم ندّعي تسيّب الفريق. يكفي أن نرى أنه ضد الترجي الرياضي، عند إعلان ضربة الجزاء، ابتعد معظم اللاعبين رافضين تنفيذها وكأنّها صفرت ضدهم حتى كاد اللاعب الليبي الشاب مهنّد يقوم بتنفيذها ورأيتم بأعينكم الطريقة التي أضيعت بها. يكفي أن تعرف كيف بحث هيثم المرابط مجانا على الورقة الحمراء ضد النجم الساحلي في آخر مباراة. نرى هذا كلّ أسبوع يتكرّر، ونمنّي أنفسنا بوجه آْخر الأسبوع القادم ولكن تتتالى الخيبات وتزيد في تعميق جرحنا الذي كتب له أن لا يلتئم وكيف له أن يلتئم، أبهذه (...) التي ذاع صيتها حتى خارج الحدود (مديونية كبيرة وعدم إيفائها بالتزاماتها المادية والأدبية) أبهؤلاء اللاعبين الذين غابت إحاطتهم عند اللازم والوقوف إزاء تجاوزاتهم حتى خالوا أنفسهم أنهم لا رقيب عنهم ولهم الحرية في كلّ ما يفعلون؟ أبلجنة الدعم الحاضرة الغائبة (التي عجزت عن توفير البديل للرئيس الحالي عند تخليه عن منصبه)؟ أتساءل، ما ذنبنا، نحن جمهور النادي الصفاقسي، الحقيقيون حتى فعلوا بنا كلّ هذا ومتى سيكون الحساب لكل من تخاذل في خدمته أو ظنّ أنه أكبر منه إنه نداء، من القلب لنلمّ الشمل قبل ضياع كلّ شيء وحتى نتمكن من نتفادي أخطاء الماضي وإعداد فريقي كرة القدم والكرة الطائرة للموسم القادم كما يليق بالفرق الكبرى التي لم يبق لنا منها الا الإسم (أرجوكم نشر مقالي على مسؤوليتي). المحب الوفي محمد عصام بوزيد رقم الهاتف الجوّال: 22.308.008) في البداية أعتذر لهذا القارئ الكريم عن اضطراري لحذف ما كان يتحتم علينا حذفه من مضمون رسالته وفق ما يقتضيه منا قانون الصحافة الذي لا يبيح لنا نشر كل ما تشتم منه رائحة الثلب. ثم اسمحوا لي أن أؤكد وللمرة الألف لا نتبنى المواقف والاراء التي تتضمنها رسائل السادة القراء، بل غاية ما في الامر اننا نفتح لهم صفحاتنا لتكون منابر للحوار بينهم وفضاءات لاثراء الجدال والنقاش حول القضايا التي تشغل بالهم وتهم انديتهم المفضلة. فإذا كانت رسالة اليوم تتوجه بالنقد الى الهيئة المديرة الحالية، فاننا لا نتردد في نشر اية رسالة صادرة عن محب للنادي الصفاقسي يساند نفس الهيئة مساندة مطلقة ويرغب في التعقيب على رسالة اليوم بوجهة نظر مغايرة ومخالفة للتي امامكم. في كلمة واحدة، فاننا نلازم الحياد إزاء كل الاطراف. ومرحبا بآرائكم وأفكاركم ورسائلكم.