تونس الصباح: ارتفع مؤشر الاسعار عند الاستهلاك العائلي للمواد الغذائية خلال الأشهر الاحد عشرة الماضية من العام الحالي بنسبة 6.5% مقارنة بنفس الفترة من السنة المنقضية حسب الارقام الصادرة عن المعهد الوطني للإحصاء. وقد أدى ارتفاع المواد الغذائية الى استقرار نسبة التضخم للخمسة أشهر الماضية من العام في مستوى 5.1%. وتمثل المواد الغذائية 36.5% من السلة الاستهلاكية للتونسي حيث تتولى الدولة دعم بعضها على غرار القمح والحليب والزيت النباتي عبر الصندوق العام للدعم، إلا أن هذا الأخير أصبح غير قادر على الاحتواء الكلي لتقلبات اسعار المنتوجات الفلاحية المحلية والموردة بسبب النسق السريع الذي يشهده ارتفاع اسعار هذه المنتوجات خاصة في الأسواق العالمية. ويعود ارتفاع الأسعار العالمية للمنتوجات الفلاحية الى ارتفاع استهلاك الدول الصاعدة وخاصة الصين والهند اللتان تمثلان ثلث سكان العالم والطلب المتزايد على المنتوجات الفلاحية مثل الذرة والقصب السكري واللفت السكري من قبل صناعة الطاقة الحيوية والتي تأتي كحل لمواجهة ارتفاع اسعار النفط في الاسواق العالمية حيث بلغت مستوى قياسيا في جويلية الفارط ب147 دولارا للبرميل وجاءت الازمة الاقتصادية الحالية لتكبح هذا النسق التصاعدي وتشد تطور اسعار المواد الاولية والفلاحية نحو التراجع. وتراوحت نسب ارتفاع أسعار بقية المجموعات الاستهلاكية بين 2.2% بالنسبة للملابس و5.8% لأسعار السكن خلال الأشهر الاحد عشرة الماضية من العام الحالي مقارنة بنفس الفترة من سنة 2007. ويعود ارتفاع اسعار النقل وتضم تكلفة النقل العمومي وأسعار المحروقات واسعار وسائل النقل الخاص بدرجة اولى الى ارتفاع اسعار النفط في الأسواق العالمية وهو ما كان له الأثر المباشر على ارتفاع اسعار المحروقات وعلى تكلفة انتاج وسائل النقل الخاصة حيث تعتمد صناعة السيارات السياحية بنسبة 60% على مشتقات النفط. وارتفع مؤشر الاسعار عند الاستهلاك العائلي للسكن في الأشهر الاحد عشرة الماضية من العام الحالي بنسبة 5.8% مقارنة بنفس الفترة من سنة 2007 وذلك بسبب ارتفاع تكلفة انتاج مواد البناء ب7.7% خلال الاشهر العشرة الماضية من العام الحالي متأثرة بارتفاع معدل اسعار الطاقة والمواد الأولية حيث من المنتظر ان ينخفض تسارع نسق ارتفاع تكلفة انتاج مواد البناء في الفترة القادمة بسبب الركود الاقتصادي العالمي وتراجع الطلب على المواد الاولية. وسجلت اسعار الملابس خلال الأشهر الاحد عشرة الماضية من العام الحالي اضعف نسبة ارتفاع مقارنة ببقية المجموعات الاستهلاكية نظرا لموسم الانخفاض الذي امتد على شهري فيفري ومارس وعلى أوت وسبتمبر والذي تشارك فيه تلقائيا أغلب محلات بيع الملابس بتونس بشرط التخفيض في اسعار بضاعتها المعروضة ب20% على الأقل. يذكر أن أسعار الطاقة في تونس وتضم هذه المجموعة كلا من المحروقات واسعار الكهرباء واسعار الماء قد ارتفعت بمعدل 16% منذ بداية السنة والى موفى شهر اكتوبر مقارنة بنفس الفترة من سنة 2007.