انضاف إلى الساحة المسرحية عمل جديد بعنوان «على قيد الحياة» تأليف الدكتور عبد الكريم بالرشيد إخراج الفنان عبد الغني بن طارة أما التمثيل فهو للثلاثي حسين المحنوش، سميرة العبيدي وخالد الزيدي. تتمحور المسرحية حول شخصيتين المحجوب والمحجوبة، رجل وامرأة يربط بينهما صراع، تناقض أو شبه تنافر في مستوى المنطق الاجتماعي وتحديدا العائلي، كل واحد منهما يحاول أن يكون مركز الفعل، قطب رحى الحياة، يتنافران فيكون بينهما حضور لشخصية ثالثة -الآخر- حتما إنه سيخلق التوازن ولكن الآخر الذي يجسّد أدوارا مختلفة يساهم في تعميق الهوّة بينهما فيكون المجال فسيحا للتنفيس عن بعض الأوجاع الكامنة في الذات: أوجاع ذاتية وأخرى موضوعية نراها ولا نراها لأنها من عمق الكيان هي شبه أخاديد تحفر وجروح تبقى مفتوحة، هذا الآخر على حدّ تعبير الفيلسوف الفرنسي جون بول سارتر هو الجحيم لأن الآخر يمكن أن يختزل كل الهموم والشجون. في هذه المسرحية شعرنا باحتفاء كبير بالرمز بأطروحات فيها دعوة إلى إعمال العقل أن يكسر المسرح الجدار الرابع وأن يجعل المتفرج ينفذ إلى عمق الفعل الدرامي ولعل معمار الفضاء قد سمح بكل ذلك، هذا الركح المربّع خلناه الأرض تحتضن الإنسانية لتعرّيها ولتكشف عن هذيانها بين الممكن واللاّممكن. ولقد لاحظنا أن اللعب المسرحي على قيد الحياة قد ارتكز إلى حد بعيد على الملابس والموسيقى وقد أسهمت هذه المؤثرات إسهاما كبيرا في نقل الحملة المسرحية إلى المتفرج وجعله يتناغم معها، ولعل تلقائية الممثلين وحرفيّة المخرج قد لعبت دورا كبيرا في مسرحية على قيد الحياة. ن/ب للتعليق على هذا الموضوع: