تم خلال الجلسة الختامية للدورة العادية التاسعة عشرة للمؤتمر العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الالكسو) التي انعقدت بتونس يومي 18 و19 ديسمبر الجاري بحضور الوفود المشاركة من وزراء للثقافة والتربية ورؤساء للبعثات الديبلوماسية العربية اعتماد مختلف النقاط الواردة في تقارير اللجنة العامة واللجان الفرعية التي تكونت خلال المؤتمر. وكانت اللجان الفرعية قد انكبت على دراسة مواضيع التربية والثقافة وبرامج العلوم والمعلومات والاتصال إلى جانب الادارة والمالية. ولئن تم اعتماد أغلب النقاط الموضوعة أمام رؤساء الوفود في هذا المؤتمر دون أن تثير نقاشات مطولة فإن البعض منها كان محور اهتمام عدد من المتدخلين وخاصة فيما يتعلق بانتخاب المدير العام الجديد للمنظمة. وكان المؤتمر العام للالكسو قد انتخب خلال اليوم الاول من الاشغال مرشح تونس مديرا عاما جديدا للمنظمة للاربع سنوات القادمة خلفا للاستاذ المنجي بوسنينة. لاحظ أحد المتدخلين أن مسألة تقديم مرشح واحد مسألة ينبغي أن يعاد فيها النظر كما طالب أن تكون هناك في المستقبل أكثر معلومات حول الشخصيات المرشحة حتى يقع التعرف عليها كما ينبغي خاصة وأنه كما تبين من ردود أفعال القاعة بخصوص انتخاب المدير العام الجديد أن بعض رؤساء الوفود لا تعرف جيدا المدير العام الجديد حتى ولو أن جميع المتدخلين في الجلسة الختامية من بينهم المدير العام السابق ووزير التربية والتكوين بتونس ومختلف الوزراء ورؤساء لجان التربية بالبلدان العربية المشاركين في المؤتمر قد بادروا بتقديم تهانيهم الحارة للمدير العام الجديد للالكسو وإلى الاعلان عن استعدادهم للتعاون الكامل معه. وقد تعهد السيد حاتم بن سالم من جهته بعد أن أكد على خصال المدير العام الجديد بمواصلة التزام تونس بتوفير كل الجهود من أجل إنجاح عمل المنظمة وتيسير ظروف هذا العمل. بعض النقاط الاخرى استرعت اهتمام المؤتمرين من بينها السؤال عن خطة بعينها للنهوض باللغة العربية كما أن رئيس الوفد اللبناني قد دعا إلى مشاركة مكثفة في التظاهرات التي ستنعقد في العام القادم بالعاصمة بيروت التي اختيرت عاصمة عالمية للكتاب. ولعله يجدر التذكير بأبرز البرامج الكبرى المستقبلية التي عرضت للاعتماد خلال المؤتمر العام للالكسو فكان على رأسها خطة تطوير التعليم بالوطن العربي إضافة إلى مشروع النهوض باللغة العربية ومسألة مزيد التعريف بالتاريخ والحضارة العربية. وحينما تكلم السيد عبد السلام محمد الجوفي وزير التربية والتعليم بالجمهورية اليمنية في الجلسة الختامية باسم الوفود المشاركة في المؤتمر العام للالكسو فإنه حدد الخط الجديد الذي صارت تعتمده المنظمة والذي أساسه الحوار مع الاخر وتواصل دور المنظمة التوجيهي كما اعتبر أن المقر الجديد للالكسو بتونس يحمل قيمة رمزية هامة تتمثل فيما اعتبره حرص امن الدول الاعضاء على استمرارها. مقابل ذلك فإنه دعا إلى إعادة هيكلة الالكسو وجعلها أكثر ديناميكية وطالب بضرورة الخروج مما أسماه بالنمطية والقيام بتقييم مستمر للبرامج مع فتح الباب أمام الكفاءات وإتاحة فرصة للاخرين للمساهمة في نشاط المنظمة. مع العلم أن دولة اليمن قدمت تكريما خاصا للاستاذ المنجي بوسنينة المدير العام السابق للالكسو وهو تكريم يضاف إلى ما حصل عليه في اليوم الاول للمؤتمر من تكريم سابق من خلال تسلم الدرع الذهبي للمنظمة. ولم يمانع رؤساء الوفود المشاركة في المؤتمر من جهة أخرى في دعم ترشح وزير الثقافة المصري لمنصب الامين العام لمنظمة اليونسكو وتم اعتماد هذه النقطة بالاجماع. نقطة الاختلاف الوحيدة تقريبا التي بقيت عالقة تمثلت في تحديد موعد المؤتمر العام القادم. كان هناك اقتراح أول بعقده في شهر أفريل من سنة 2010 ثم اقتراح ثان بعقده في نوفمبر من نفس العام وحسم نائب رئيس المؤتمر الامر بتكليف المدير العام الجديد للمنظمة للبت في ذلك. وبانتهاء الجلسة الختامية للدورة العادية التاسعة عشرة للمؤتمر العام للالكسو انصرف أعضاء المجلس التنفيذي مباشرة لعقد الجلسة الجديدة لمجلسهم.