معارك كلامية وحصص شجار" هادئ "في كثير من البيوت من شمال البلاد الى جنوبها بسبب حالة الفراغ التي يوجد فيها ملايين الأطفال والشباب مع حلول كل عطلة مدرسية وجامعية.. ماذا سيفعل نحو 3 ملايين تلميذ وطالب خلال عطلة الشتاء التي تمتد أكثرمن أسبوعين؟ في الصيف يقتلون الوقت بين الاعراس والافراح (والاتراح) والشواطئ والمخيمات الكشفية والمصائف والمضائف..فماذا عن عطلة فصل الشتاء البارد؟ قد يلجا بعضهم الى الجلوس امام التلفزة والكمبيوتر (لمن استطاع الى ذلك سبيلا).. وتتمكن أقلية فقط من قضاء ايام في المؤسسات السياحية بسبب التكاليف المرتفعة جدا في الفنادق.. بالنسبة للمقيمين التونسيين.. رغم كثيرمن الشعارات الجميلة التي تردد على امواج الاذاعات.. ما هو البديل اذن؟ للاسف فهو بالنسبة للاغلبية قتل الوقت بين المقاهي وصالونات الشاي والتسكع في الشوارع..أو تعاطي انشطة سلبية في البيوت.. قد يكون من المفيد مرة أخرى التفكير في دعم مالي ومعنوي أكبر لنوادي الاحياء السكنية الخاصة بالكشافة التونسية وبقية منظمات الشباب والطفولة والانشطة الثقافية والرياضية.. وقد يكون من المفيد تفعيل انشطة الشبيبة المدرسية وفتح محلات النوادي الرياضية والثقافية في المدارس والجامعات خلال العطلة ايضا لفائدة جموع التلاميذ والطلبة.. على الاقل مرتين اسبوعيا.. لاسيما بالنسبة لتلاميذ مرحلة التعليم الثانوي والجامعي.. وفي كل الحالات فان اكبر خطر يهدد ملايين الاطفال والشباب التلمذي والطالبي هو الفراغ.. الفراغ.. والطبيعة لا تقبل الفراغ أبدا.. وعدم ملء أوقات ملايين الاطفال والشباب يعني احالة نسبة مهمة منهم على عوالم مجهولة..أقلها خطورة التسكع.. والانخراط في مدارس الانحراف المختلفة..