شهادات تنتقد قرار بورقيبة والأدغم تونس - الصباح انتظم كامل صباح امس بفضاء مؤسسة التميمي بالعاصمة حوار علمي وتاريخي طريف حول معركة بنزرت 19 جويلية 1961 وما حف بها من ملابسات ونقاط استفهام في تونسوفرنسا وجدل سياسي حول مبرراتها السياسية والاعلامية.. ومن بين ما ميز هذا الحوار انه شمل لاول مرة ممثلين عن العسكريين والسياسيين الذين شاركوا في الاحداث او واكبوها او اعترضوا عليها.. ومن بينهم الضابط السابق في بنزرت ابراهيم الدريدي والمناضل اليوسفي محمد الصالح البراطلي والمناضل قدور بن شريط (وهو ممن شاركوا في المحاولة الانقلابية لعام 1962) والمناضل الذي حوكم بالاعدام في عهد الاحتلال علي بن سالم والمناضل محمد الصالح الفهدي.. والسيد محمد مزالي الوزير الاول سابقا والمدير العام للشباب والرياضة (خطة وزير الشباب والرياضة اثناء الاحداث).. وتم التمهيد للحوار بمحاضرة للاستاذ الجامعي والباحث محمد علي القارسي حول الطريقة الاستفزازية والاستعمارية في تعامل الصحافة الفرنسية مع احداث بنزرت.. وبمداخلة للمناضل الحقوقي اصيل الجهة محمد الصالح فليس الذي قدم شهادة عن الاحداث من وجهة نظر شعبية سلطت الضوء خاصة على ما وصف "بارتجالية قرار شن المعركة ومعاناة ابناء بنزرت قبل الاحداث وبعدها.. لاسيما منذ خلافات عدد من المناضلين الوطنيين في الجهة مباشرة وغير مباشرة مع الزعيم الحبيب بورقيبة احتجاجا على ممارسات اول وال في الجهة محسن نويرة (1956-1959).. وعلى مضايقة الوطنيين " اليوسفيين " واغتيال الزعيم والامين العام للحزب صالح بن يوسف.. شهادات.. وزوايا مختلفة وقد قدم المناضلون الدستوريون السابقون روايات مختلفة للاحداث كل حسب الزاوية التي عاشها.. والموقع الذي واكب فيه الحدث.. وبرزت في هذا السياق انتقادات خاصة لاداء القيادة الحزبية والسياسية للمعركة.. "حيث هيمن الارتجال وغابت الخطة الواضحة.. رغم الحجم الكبير للشهداء والجرحى والخسائر المادية والعسكرية الهائلة.." وسجل المناضل "اليوسفي" محمد الصالح البراطلي انه منع وبعض المنتمين للمعارضة اليوسفية اول الامر من المشاركة في الاحداث.. ثم تمكنوا من ذلك فيما بعد.. واشارعدد من المتدخلين الى خطا اقحام الجيش الناشئ وغيرالمجهز باسلحة متطورة في معركة مكشوفة وغير متكافئة مع قوات الاحتلال الفرنسي.. مما تسبب في سقوط عدد كبير من الشهداء العسكريين بينهم الرائد البجاوي.. سعيد الكاتب " بطل المعركة " الضابط السابق ابراهيم الدريدي قدم شهادة طريفة نوه بها الدكتور عبد الجليل التميمي واعتبرها شهادة نادرة.. واولى من نوعها.. حول معركة بنزرت التي كان الدريدي فيها آمرا لسرية قتل اغلب عناصرها.. واستحضر الدريدي المعلومات التي وصلته عن بطولات الجيش في ثكنة سيدي احمد بقيادة من وصفه ببطل معركة بنزرت الملازم الاول سعيد الكاتب وقتها (اللواء سعيد الكاتب حاليا) الذي عارض لمدة ساعات تطبيق الاوامر التي صدرت اليه من السياسيين باطلاق النار على القوات الفرنسية التي كانت تقوم بانزال في ثكنة سيدي احمد.. الى حلول الليل حيث هاجمهم الملازم الاول سعيد الكاتب والقوات التي معه عبر تكتيك المفاجاة والتنقل.. باستخدام الهاون والدوسات.. ورفض استخدام المدافع الانقليزية التي كات بحوزة الجش التونسي.. حتى لا تحدد رادارات الجيش الفرنسي مواقعها فتدمرها وتقتل من حولها في ثوان.. ونوه ابراهيم الدريدي ببطولة الرائد البجاوي الذي عارض القرار الذي ابلغه اياه الباهي الادغم بالدخول الى بنزرت المحاصرة من قبل الجيش الفرنسي بقوته.. فلما هدده الادغم بالإحالة على لجنة التاديب العسكرية نزل مع قواته دون مدافع.. وقاتلوا مستخدمين سلاح الدوست حتى استشهد اغلبهم.. واستشهد الرائد البجاوي نفسه.. في الساحة التي تحمل اسمه الى الآن.. بن يوسف وبورقيبة وجاء في كلمة السيد محمد مزالي ان كل الانتقادات التي وجهت الى الزعيمين بورقيبة وبن يوسف ينبغي ان تاخد بعين الاعتبارمعطيات تاريخية عديدة ..منها ان بن يوسف حاول تصفية بورقيبة.. ونوه مزالي بالكثير من خصال الزعيم بن يوسف حيث اورد انه التقاه مرارا بما في ذلك في بيته بمنفلوري بصفته طالبا دستوريا يمثل الطلبة التونسيينبفرنسا.. لكنه تبين ان نظرة بورقيبة للتعامل مع فرنسا بسياسية المراحل كانت انجح.. وبالنسبة لمعركة بنزرت في جويلية 1961 نوه مزالي بدور الجيش التونسي والدستوريين الذين ناضلوا لكسبها واورد انه التقى الزعيم بورقيبة مباشرة بعد وقوعها واثار معه حجم "المذبحة" التي جرت في بنزرت فقال له بورقيبة:"لم اكن اتوقع من الجنرال شارل ديغول ان يامر باطلاق النار على المدنيين وعلى الشباب الدستوري الذي دعاه الحزب للتظاهر.. وليكون نوعا من "الدرع البشري" لحماية العسكريين التونسيين والمقاومين الوطنيين.. اي ان بورقيبة لم يتوقع حجم الخسائر البشرية عند اصدار قراره بشن المعركة.. بحضور الاف المدنيين وجلهم من الشباب الدستوري المتحمس والاعزل".. وبالنسبة للخلاف بين انصار بورقيبة وصالح بن يوسف منذ 1955 اورد مزالي انه تمنى"لو ان بن يوسف وأنصاره اسسوا في تلك الفترة حزبا سياسيا معارضا لبورقيبة عوض الدخول في مواجهات مسلحة وعنيفة.. لان تاسيس مثل ذلك الحزب كان سيقبل به بورقيبة ولو حصل لأدخل البلاد مبكرا في التعددية السياسية والحزبية." وقد تواصل الحوار حول كل هذه النقاط وغيرها في حصة النقاش العام.. فبرزت انتقادات اخرى لبن يوسف وبورقيبة ولاداء عدة اطراف منها القياداة الحزبية ورئاسة الحرس الوطني في معركة بنزرت..