جددت الإدارة الأمريكية موقفها الداعم للعدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين في غزة معتبرة «أن إسرائيل تدافع عن نفسها» واكتفت بمطالبة حركة «حماس» بوقف إطلاق الصواريخ فيما خرجت وزيرة الخارجية رايس من صمتها لتعلن للعالم «نعمل على وقف فوري لإطلاق النار في أقرب وقت ممكن» وطبعا كان السفير الأمريكي في الأممالمتحدة قد «قام» بدوره على أحسن ما يرام بعرقلته تمرير مشروع قرار عربي حول العدوان الإسرائيلي. إذن المشهد يتكرّر في واشنطن حيث تعمل إدارة بوش في أيّامها الأخيرة علىالوفاء بالتزاماتها تجاه الكيان الإسرائيلي وتفي بوعودها في نصرته ظالما أو مظلوما.. لكن في هذه الحالة فإن إسرائيل المعتدية والمتجاهلة للأعراف والقوانين الدولية ارتكبت جرائم حرب لا لبس فيها فقد دمرت المدارس والمساجد والمستشفيات.. وقتلت الأطفال والنّساء وجوّعت الفلسطينيين ومع ذلك لا تتردّد أمريكا بكل صلف في تحدّي الإنسان الفلسطيني والعربي لتجدّد وقوفها إلى جانب العدوان. وحتى إن كان جيش الاحتلال الإسرائيلي يرتكب الجرائم فإنه في واقع الحال يرتكبها باسم الإدارة الأمريكية التي تشمله بالعطف والتّأييد لأنّه يقتل الفلسطينيين ويدمّر منازلهم وتدّعي تلك الإدارة أن لإسرائيل حقّا في الدّفاع عن نفسها متعلّلة بتواصل سقوط صواريخ المقاومة على مدنها(!؟) يبدو أنّ الرئيس الأمريكي الذي يفترض أن ينهي ولايته بموقف عقلاني والتحلّي بالرّصانة مازال تحت صدمة «صفعة الحذاء» العراقي ولم يغفر للرّأي العام الفلسطيني والعربي عموما انتشاءه من ردة فعل الصحافي العراقي الرّافض للاحتلال الأمريكي.. وعلى أيّة حال سيسجل التاريخ أنّ بوش الذي دخل البيت الأبيض من باب ضيق بحكم صادر عن محكمة «احتسبت» أصوات الناخبين خرج من باب أضيق لتكون إدارة بوش أسوأ الإدارات الأمريكية من زاوية أمريكية ودولية! ... لقد وقفت أمريكا إلى جانب العدوان وباركته وهي وإن كانت «تفكّر» في وقف لإطلاق النار فلن يكون ذلك إلاّ بعد أن تنهي إسرائيل «مهمتها» - مثلما كان الشّأن في الحرب على لبنان عام 2006 - لكن من سيصدق الإدارة الأمريكية مستقبلا عندما تتحدّث عن السلام والاستقرار واحترام حقوق الإنسان والشرعية الدولية وهي المبادئ التي تدفنها مرة وتحييها أخرى وفق مصالحها ومصالح إسرائيل.. ... ألم يحن الأوان لتعديل عقارب الساعة العربية من أجل فارق حتى ولو كان ضئيلا مع التوقيت الأمريكي؟