"بيكين اعربت بوضوح عن رفضها للعدوان على غزة منذ اليوم الاول..." "منذ تاسيس العلاقات الديبلوماسية بين الصين وتونس سنة 1964 ونحن نشهد تطورها وتعزيزها عاما بعد عام على كل الاصعدة".. بهذه الكلمات استهلت لي باي فن السفيرة الصينية اللقاء الصحفي الذي عقدته صباح امس الى جانب المستشار الاقتصادي ليو باو غوي مع عدد من ممثلي الصحافة الوطنية في الذكرى الخامسة والاربعين للعلاقات الديبلوماسية التونسية الصينية التي تحل غدا لتستعرض بذلك مسيرة تطور هذه العلاقات في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والتعليمية وغيرها وذلك قبل ان ترد على تساؤلات الصحفيين وتنفي تجاهل وصمت بلادها ازاء ما يحدث في غزة من حرب مفتوحة ومجازر تستهدف المدنيين. ولاحظت السفيرة ان علاقات الصداقة بين البلدين علاقات تاريخية تجسدها لوحة فسيفسائة من القرن الثالث قبل الميلاد في متحف سوسة وذلك قبل ان تمضي السفيرة الصينية الى استعراض رقمي لتطور هذه العلاقات حيث سجلت المبادلات التجارية بين البلدين في الفترة بين 2003 و2008 نموا ب29.3 بالمائة وقدر حجم المبادلات خلا الاشهر العشر الاولى من سنة 2008 ب797 مليون دولار بنسبة نمو تقدر ب39.6 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من السنة التي سبقتها وقالت السفيرة انه حتى السنة الماضية بلغ عدد الشركات الصينية المستثمرة في تونس ست شركات في مجالات الطاقة والنفط والالكترونيك والفوانيس المقتصدة للطاقة في اوذنة وسيدي كيلاني وذلك مقابل وجود 15 شركة تونسية في الصين في مجالات المواد الكيميائية والاسمدة والفندقة. ووصفت السفيرة العلاقات الثنائية بالمثمرة حيث ان اساسها الثقة والاحترام المتبادل للوقوف على ما تم تحقيقه حتى الان في مجالات التعاون المشترك ومجالات التعاون مستقبلا في مجال تربية الاسماك، حيث تم تدريب عشرين اخصائيا تونسيا في الصين لبعث مشاريع لتربية الجمبري في بومهل واشارت السفيرة انه منذ 1991 تم تسجيل اكثر من 25 زيارة متبادلة على اعلى المستويات بين مسؤولي البلدين. وفي المجال الاقتصادي والتجاري ذكرت السفيرة الصينية انه منذ 1964 شهدت العلاقات بين البلدين تطورا مطردا لا سيما في السنوات الاخيرة وقالت ان المساعدات الاقتصادية الصينية لتونس بدات منذ 1959 وانه منذ ذلك الحين نفذت الصين اربعين مشروعا سواء باللجوء الى المنح او عبر القروض دون فوائد.. واوضحت ان تلك المشاريع وعددها ثمانية تتعلق مرتبطة بالبنية التحتية والقطاع الصحي والثقافي، من بينها بناء قنال وادي مجردة والمركز الرياضي بالمنزه السادس والارشيف الوطني ومركز الوخز بالابر وجسور وخزانات مائية في نابل وبنزرت.. الى جانب مشروع رائد لتقنيات الغاز الطبيعي فضلا عن اربعة مشاريع في مجال الاتصالات وفي المجال الاقتصادي ايضا.. اوضحت السفيرة اهمية المبادلات الجارية بين البلدين في مجال التكوين في عديد القطاعات كالنسيج والتطريز والملابس التقليدية، كما شهد المجال الصحي ومنذ 1973 ارسال 17 وفدا طبيا صينيا ليصل بذلك عدد الاطباء الصينيين الى 747. ولاحظت السفيرة انه منذ توقيع اتفاقية التعاون الثقافي سنة 1979تم تنفيذ عشر اتفاقيات في هذا المجال وقد شهدت السنة الماضية تبادل تسع وعشرين وفدا ثقافيا بن البلدين وان الصين ترصد ثلاث وعشرين منحة للدراسة سنويا بوجود اربع اتفاقيات للتعاون مع المعاهد العليا عسكريا اشارت السفيرة الى تنامي نسق التعاون بين البلدين مع توقيع اتفاق التعاون العسكري سنة 2007 وقدرت حجم المساعدات العسكرية الصينية لتونس بعشرة ملايين دولاركما شهدت سنة 2007 افتتاح تونس مكتبا للسياحة في الصين وتم ايضا تسجيل اتفاقات توامة بين مدينتي شانتونغ ووخان وبين سوسة. وفي مجمل ردودها حول تدخلات الصحفيين اعتبرت السفيرة ان مشروع بعث منطقة صناعية صينية في تونس لا يزال قائما وان الاطراف المعنية تبحث الامكانيات المتاحة لتحقيق ذلك وتجاوز الاختلافات بشان الموقع المطلوب واشارت الى توفر كل اسباب الامن والاستقرارالتي تساعد على الاستثمار في تونس بموقعها القريب من اوروبا مضيفة الى احتمال توضيح المزيد من النقاط مع زيارة وفد صيني مرتقب في فيفري القادم واشارت الى ان بعث صندوق للتمويل عربي صيني، بقيمة خمسين مليار دولار يعني توفر التمويلات المطلوبة. بلادها اختارت تشجيع الشركات الصينية على الاستثمار في افريقيا واختارت بذلك اقتسام المخاطر واعتبرت ان التعاون بين تونس والصين يعد مثالا عن التعاون جنوب جنوب... بيكين وغزة وفي مجمل ردودها ايضا وحول المجزرة الاسرائيلية المفتوحة في غزة وغياب الصين وهي العضو الدائم لمجلس الامن الدولي على الساحة الدولية وتجاهل الفيتو الامريكي المحبط لفرص وقف اطلاق النار قالت السفيرة الصينية ان موقف بيكين كان واضحا منذ اليوم الاول للعدوان وان بلادها اجرت اتصالات عديدة على مختلف المستويات بما في ذلك دعوة السفير الاسرائيلي في بيكين ونفت السفيرة الصينية بشدة ان تكون بيكين تتجاهل الفلسطينيين وقالت انه ومنذ اول ليلة لانطلاق القصف بادرت الصين الى اعلان موقفها الرافض للجوء الى القوة في حل النزاعات وقامت الى جانب ذلك بدعوة السفير الاسرائيلي في بيكين لتعرب عن انشغالها الشديد ازاء ما يحدث وضرورة تفادي وقوع المزيد من الضحايا المدنيين.. واضافت بان الصين ضاعفت جهودها على كل المستويات الديبلوماسية واجرت اتصالات مع الرئيس بوش ومع وزيرة خارجيته غونداليزا رايس لتجديد موقفها الرافض للقوة العسكرية والتسريع بحل في غزة.. واضافت ان بلادها قد سارعت بارسال مائة مليون دولار الى السلطة الفلسطينية وارسلت مبعوثا خاصا الى الشرق الاوسط كما حرصت على استدعاء السفير الاسرائيلي في بيكين مرتين وان حكومة بلادها تجري اتصالات مع السفراء العرب لديها لبحث مخرج للازمة.. واضافت انه قبل يومين وفيما كان مجلس الامن الدولي مجتمعا لبحث قرار وقف اطلاق النار طالبت الصين مجددا بتسريع الحل.. وقالت لي باي فن ان بيكين تلعب دورا ناشطا وبناء في النزاع الدائر في الشرق الاوسط من اجل تعزيز فرص الحوار وتحقيق السلام وفق مبدإ الارض مقابل السلام وخطة الطريق وكذلك المبادرة العربية... وقالت: عموما المشاورات لا تزال قائمة في مجلس الامن في هذا الشان وسوف نرى النتائج...