ناهض سياسة السادات في التطبيع مع إسرائيل ... وأسس توجها لذلك غيّب الموت فجر السبت الماضي المفكر والناقد المصري محمود أمين العالم اثر ازمة قلبية عن سن 87 عاما..
ويعد محمود امين العالم احد ابرز قيادات اليسار المصري وقيادات الحركة الشيوعية المصرية التي اثرت بعمق في الثقافة المصرية. ومحوود أمين العالم من مواليد 1922 بالقاهرة. عمل كاتبا صحفيا متفرغا ومحررا ادبيا في عديد المجلات والدوريات المصرية كما ترأس اتحاد الكتاب ومؤسسة المسرح والموسيقى ورئيسا لمؤسسة اخبار اليوم. لمع اسم محمود امين العالم انطلاقا من كتاباته تحت عنوان «في الثقافة المصرية» صحبة صديقه عبد العظيم أنيس.. وهي كتابات حددت لبنات التصورات التي تبنتها الطلائع اليسارية العربية في شأن التفسير الواقعي للأدب والتي رد عليها طه حسين في مقال لتنطلق معركة أدبية كان لها عميق الاثر في تنمية الواقعية في النقد الأدبي. عرف محمود امين العالم بمواقفه المناهضة لسياسة السادات عندما بدأ مشروع التطبيع مع اسرائيل لتتم محاكمته غيابيا بحرمانه من حقوقه المدنية والسياسية.. وذلك قبل ان يتم رفع هذا الحكم عليه بعد سنوات. أكثر من 20 كتابا لمحمود أمين العالم اكثر من 20 مؤلفا من ابرزها: «الانسان موقف» و«معارك فكرية» و«هربرت ماكوزي وفلسفة الطريق المسدود» و«الوعي والوعي الزائف في الفكر العربي» و«تأملات في عالم نجيب محفوظ» و«الوجه والقناع في المسرح العربي المعاصر» و«الابداع والدلالة» و«ثلاثية الرفض والهزيمة: دراسة في أدب صنع الله ابراهيم» و«البحث عن أوروبا» وغيرها من المؤلفات. من مواقفه يرى محمود أمين العالم «ان الانسان في جوهره موقف وان حياتنا الانسانية يصنعها الفرد الذي يحمل عبقرية الجماعة ويحسن الانصات الى نبضاتها ويرى ان من هؤلاء من يبرز ويتميز ومنهم من يظل بين الناس مطمور الاسم، مجهول الفعل، رغم عظمته الانسانية التي لا حد لها وان تاريخنا الانساني حافل بالكثير من الاسماء المتميزة اللامعة ولكنه رغم هذا لا يكاد يضم منها الا باقة محدودة على كثرتها فما اكثر الابطال الذين لم يدوّن اسمهم على مسلة، او على ورقة بردى او على اثر من الآثار التاريخية الباقية!! لعل بعض هؤلاء قد جعل من حياته عند مدخل باب صغير لاسرة صغيرة دفاعا عن اغاني اطفالها ولعل بعضهم قد اضاء ليلة سعيدة في كوخ بائس او فجر اغنية في قلوب دون ان يترك توقيعه عليها». ** ويرى محمود العالم «ان هؤلاء هم الذين يحتفظون بشموخ القامة الانسانية في وجه العواصف والمحن وينسجون الدفء والطمأنينة والاستمرار المضي، في تاريخ الانسان بتواضعهم ونزيفهم الصامت هؤلاء همن صناع الحياة بحق بهم يتحرك المجتمع متطلعا الى العدالة والسعادة والمحبة و الحرية والسلام». آخر مقال حافظ محمود امين العالم حتى آخر رمق في حياته على تحرير مقالاته وكان قد سلم قبل ازمته القلبية بساعات مقالا الى صحيفة «الأهرام» يتضمن ردا على كتاب «القصيدة الخرساء» للشاعر عبد المعطي حجازي.. وقد انتصر فيه لقصيدة النثر التي يرى فيها شعر المستقبل.