مندوبو الطفولة تلقوا 4700 إشعار لأطفال مهددين بالانحراف أغلبهم من العاصمة تونس- الأسبوعي: تعهّدت هياكل وزارة الشؤون الاجتماعية والتضامن والتونسيين بالخارج في إطار عملها الوقائي للأطفال المهدّدين بالانحراف والإقصاء والتهميش خلال سنة 2008 بحوالي 6 آلاف طفل يعيشون عدة إشكاليات تعيق تكيّفهم الاجتماعي وذلك من خلال عمل أقسام النهوض الاجتماعي ومراكز الدفاع والإدماج الاجتماعي. وقد تمّ في هذا المجال اعتماد مقاربة تستهدف الطفل والأسرة معا باعتبارهما عنصرين فاعلين في وضع خطّة التدخّل وتنفيذها فضلا عن تكامل أدوار مؤسسات الرعاية الاجتماعية فيما بينها لضمان التكفل الملائم والمتابعة الدائمة لفائدة هذه الفئة بما يجسّد حقّ الطفل في الإحاطة والرعاية ويضمن له الحماية من عوامل الإقصاء والتهميش ومن مظاهر الإنحراف وهو ما يتفق مع مضمون الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل. خدمات وفي هذا الإطار تمّ تقديم خدمات متنوّعة لحوالي 8 آلاف طفل وأسرهم، تتمثل خاصة في الإحاطة النفسية والاجتماعية والمرافقة الميدانية والمصالحة مع الأسرة والتعهد داخل المؤسسات المختصة. وتوصّلت مصالح الرعاية الاجتماعية إلى تمكين حوالي 600 طفل من العودة إلى مقاعد الدراسة ومساعدة 1087 طفلا على الحصول على عقد تكوين أو تدريب مهني وإيواء 144 طفلا بمؤسسة اجتماعية. واعتبارا لأهميّة دور الأسرة في التنشئة الاجتماعية السليمة للأطفال، أولت الهياكل الرسمية اهتماما بالغا بأوضاع الأسر وخاصة منها التي تجد صعوبة في التكيف مع واقعها وتأطير أبنائها والإحاطة بهم. وفي هذا الشأن تعهّدت أقسام النهوض الاجتماعي ومراكز الدفاع والإدماج الاجتماعي خلال العام الماضي بأكثر من 6500 أسرة تمتعت بخدمة متنوعة كالمساعدة على الحصول على عمل وتوفير موارد رزق ل224 أسرة وتوفير مساعدات متنوعة لفائدة ألفي أسرة إضافة إلى خدمات الإحاطة والتوجيه والإرشاد لفائدة هذه الأسر والمصالحة بينها وبين الأبناء. أما في ما يتعلق بتوفير الإيواء والإحاطة والرعاية للأطفال الذين يعيشون وضعيات خصوصية كفقدان التأطير التربوي والعائلي، فقد تعهدت المراكز الاجتماعية بملاحظة الأطفال إلى غاية موفى شهر جوان ,2008 في إطار البرنامج الخصوصي للتعهد بالطفولة المهددة بحوالي 129 طفلا مهددا أغلبهم من الذكور. أسباب وتتعلق الأسباب المؤدية إلى وقوع هؤلاء الأطفال في مخاطر التهديد بفقدان الأبوين والانحدار من عائلات محدودة الدخل ومواجهة العديد منهم لصعوبات على المستويين النفسي والعلائقي من جراء البحث عن الذات الذي يميز هذه الفترة من العمر إلى جانب صعوبات أخرى ناجمة عن اضطرابات في السلوك نتيجة طلاق الأبوين أو فراقهما أو الإهمال والتقصير أو إصابة الأب بالعجز البدني وعدم تمكّنه من الوفاء بحاجيات الأسرة كما تتدخّل الإعاقة البدنية بقسط هامّ في دفع الأطفال للانحراف وصعوبة التأقلم مع الآخرين. وتعتمد المراكز الاجتماعية مقاربة تعهّد متعدّدة الاختصاصات من خلال ما توفّره من أنشطة تأطير تربوي ورعاية نفسية واجتماعية وخدمات والوساطة والمصالحة لإعادة إدماج الأطفال لدى أسرهم الأصلية وإعادتهم إلى صفوف الدراسة أو توجيههم إلى إحدى مؤسسات التكوين أو إلى تدريب مهني. وفي إطار تطوير التعهّد المؤسساتي بهذه الشريحة من الأطفال، تمّ بعث مركز الرعاية الاجتماعية للأطفال وهو مؤسسة عمومية تمّ إحداثها في 12 نوفمبر 2007 لإيواء الأطفال الذين يعيشون وضعيات صعبة والأطفال المهدّدين المحالين عليه من قبل قضاة الأسرة أو مندوبي حماية الطفولة، وتقدّر طاقة استيعاب هذا المركز ب 72 طفلا وقد احتضنت هذه المؤسسة 66 طفلا خلال الفترة المتراوحة من غرة جويلية إلى موفّى شهر سبتمبر .2008 وفي مجال حماية الأطفال من ظاهرة التسوّل بحكم ما تمثّله من تهديد، تمّ تعميم فرق اجتماعية في كافة الولايات وقد تمّ التركيز على هذه الفئة لما تتصف به من هشاشة وما تتعرض له من تهديد في إطار الحرص على رعايتها وإعادة إدماجها. دفاع اجتماعي وتطويرا للعمل لفائدة الطفولة بالوسط المفتوح وتدعيما للجانب الوقائي وحماية الأطفال من العوامل المؤدية إلى الانحراف والتهميش والإقصاء، تسعى وزارة الشؤون الاجتماعية والتضامن والتونسيين بالخارج إلى تطوير طرق ومناهج ومقاربات العمل بالشارع أو بالوسط المفتوح والتي تهدف خاصة إلى مزيد تقريب الخدمات للفئة المعنية وخاصة مؤسسات الدفاع والإدماج الاجتماعي عبر الملاحظة وتأمين المتابعة الرعائية الميدانية بأماكن تواجدها. وفي هذا الإطار تمّ التعهد ب233 طفلا من طرف مراكز الدفاع والإدماج الاجتماعي من خلال تقديم الإحاطة النفسية والاجتماعية والصحيّة وخدمات التأهيل والتعهد النفسي والخصوصي لفائدتهم. وأسفر هذا التعهّد عن إعادة 20 طفلا إلى مقاعد الدراسة ومساعدة 28 طفلا للحصول على عقد تكوين أو تدريب مهني وتوفير مساعدات عينية ومالية ل46 طفلا ومصالحة 68 طفلا مع عائلاتهم. كما يجري إنجاز دراسة حول هذه الفئة لمعرفة حجمها الحقيقي وتحديد ملامحها الخصوصية قصد مزيد تطوير وتصويب برامج التدخل الملائمة لفائدتها والوقاية من الظواهر التي تهددها فضلا عن إرساء آلية لليقظة الاجتماعية وهي عبارة عن منظومة ترتكز على العمل الميداني ورصد الظواهر الاجتماعية وجمع المعلومات والإحصائيات وتحليلها واقتراح الحلول الملائمة لها. إشعارات بالمخاطر واستنادا إلى بعض المصادر فقد تلقّى مندوبو حماية الطفولة إشعارات بوجود وضعيات لأطفال مهددين بالانحراف والتشرد نتيجة فقدانهم السند العائلي والتقصير في تربيتهم ورعايتهم وإساءة معاملتهم سواء داخل الوسط العائلي أو خارجه، وقد بلغ عدد هذه الإشعارات حوالي 4700 إشعارا خلال السنة الماضية وسجّلت أعلى هذه النسب في ولاتي بن عروس وتونس. وعلى إثر هذه الإشعارات تحرّك مندوبو الطفولة لاتخاذ التدابير العملية العاجلة لحماية هؤلاء الأطفال إمّا بسحبهم من المحيط العائلي أو المكان الذي يوجدون فيه ووضعهم في مكان آخر آمن يحفظ سلامتهم وكرامتهم ويمنع مواصلة تعرّضهم للخطر. كما يتّخذ مندوبو حماية الطفولة تدابير اتفاقية مع الأولياء أو العائلة الموسعة عند الاقتضاء وتتمثل بالخصوص في إيجاد حلّ توفيقي لإنهاء حالة التهديد التي يمرّ بها الطفل مع إبقائه في محيطه الطبيعي وتمكينه من المساعدة والدعم والتوجيه أو فصله عنه مؤقتا في انتظار إعادة إدماجه في محيط عائلي خال من التهديد علما أنّه غالبا ما يتمّ اللّجوء إلى التدابير الاتفاقية انطلاقا من مبدإ احترام مسؤولية الوالدين وعدم فصل الطفل عنهما مراعاة لمصلحته الفضلى كما يلجأ المندوبون في تدخلاتهم إلى طلب الحماية القضائية للطفل. للتعليق على هذا الموضوع: