تونس الصباح تعتبر خطة مندوب حماية الطفولة من اهم الهياكل التي أرستها مجلة حماية حقوق الطفل في اطار تغليب الجانب الوقائي والحمائي وضمان البعد الرعائي للطفل ولتجاوز وضع التهديد الذي يمكن ان يعيشه الطفل في محيطه سواء العائلي او في المجتمع. ورغم اعطاء مندوب حماية الطفولة صلاحيات واسعة تكفل له الاضطلاع بمسؤولياته في مجال التدخل الوقائي والتعهد بوضعية الطفل وتحديد الاجراء المناسب في شأن الطفل المهدد واتخاذ التدابير العاجلة في حالات التشرد او الاهمال لوضع الطفل باحدى المؤسسات الكفيلة باستقباله هذا الى جانب السلطة التقديرية الممنوحة لمندوب حماية الطفولة حول وجود او عدم وجود ما يهدد صحة الطفل وسلامته البدنية او المعنوية مع تمتع مندوب حماية الطفولة بصفة مأمور الضابطة العدلية.. رغم كل هذه الصلاحيات والامتيازات فان هذا الهيكل يواجه في ممارسة مهامه جملة من الاشكاليات والعراقيل قد تحد من اضطلاعه بمهامه وبلوغ الاهداف المرسومة في مجال تعهد الاطفال المهددين. صعوبات وعراقيل اولى الصعوبات التي تواجه مندوبي حماية الطفولة عسر الالمام بكافة الحالات نظرا للاتساع الجغرافي الذي يعمل داخله المندوب ويشمل ولاية بأسرها ولذلك تأثير سلبي على تعامله مع الوضعيات التي ترد عليه يواجه مندوب حماية الطفولة كذلك عدم توفر مؤسسات الكفالة المختصة بالنسبة الى الاطفال الذين يتراوح سنهم بين 9 و11 سنة حيث لا يمكن ادماجهم بمؤسسات الكفالة المختصة المتمثلة في القرى المندمجة للأطفال والمعهد القومي لرعاية الطفولة ومراكز التكوين المهني وذلك لعدم استجابتهم للشروط المطلوبة كما ان ايواءهم يبقى وقتيا بمراكز الاحاطة الاجتماعية لان المهمة الاساسية لهذا الصنف من المؤسسات القبول الوقتي. من جهة اخرى يشير مندوبو حماية الطفولة انفسهم ان جل المواطنين الذين يردون عليهم يأملون اساسا في تدخلات وخدمات مباشرة كالحصول على شغل او مساعدات مادية وقد تبين لهم بعد تكرر لقاءاتهم بالاسر ان العائلات تعاني من مشاكل جوهرية وهو ما يؤكد ضرورة زيارتها في بيوتها للوقوف على حقائق الامور وفهم الاسباب الاصلية للصعوبات التي تواجهها غير ان ذلك يصطدم بضعف الامكانيات المادية والبشرية التي ينجر عنها عدم امكانية التدخل بالنجاعة والسرعة المرجوتين خاصة في الحالات المتأكدة والعاجلة. نشير كذلك في السياق ذاته انه يتعذر على هيكل مندوب الطفولة القيام بعمليات المتابعة بالنسبة للتدابير الاتفاقية المتخذة من قبل المندوب او القرارات الصادرة عن قاضي الاسرة وبالتالي عدم امكانية تقييم الاجراءات المتخذة ومدى ملاءمتها مع حالة الطفل المهدد وخاصة مراقبة انتهاء حالة التهديد او استمرارها. فكثرة الحالات التي يتعهد بها المندوب كما ذكرنا سابقا بالاضافة الى عدم تقبل اغلب العائلات لتدخل شخص غريب في شؤونها الخاصة تعيق عمل المندوب. غياب التنسيق وبالاضافة الى كل العراقيل التي تم ذكرها سابقا والتي تعرقل سير عمل مندوب حماية الطفولة وتؤثر سلبيا على مردودية هذه المؤسسة تجدر الاشارة الى عدم وجود اطار مرجعي لتنسيق عملية التعهد بوضعيات الاطفال المهددين بين مختلف المتدخلين حيث يبقى هذا التنسيق رهن اجتهادات المندوب وحسن استعداد بقية الاطراف من عدمه وهو ما جعل مجهود مختلف المؤسسات مشتت وغير قادر على مساعدة الطفل بصفة ملموسة على تخطي صعوباته. اذن وكما تبين فان مندوب حماية الطفولة يواجه جملة من الصعوبات وهو ما يتطلب العمل على تذليلها والاصغاء الى مندوبي حماية الطفولة لمساعدتهم على حسن التعهد بالاطفال والحد من حالات التهديد التي تواجههم.