المفقودون يتوزّعون على مناطق عين زغوان، الكرم والمرسى تونس الصباح تعيش الضاحية الشمالية للعاصمة منذ صباح اول امس على وقع حادثة غرق مركب «حارقين» بالمرسى.. فخلال ظهر امس تابعنا تلك الاجواء التي تخيم على مدينة المرسى وبعض الاحياء الاخرى التي ينحدر منها «الحارقون»..
عدد من الشبان والفضوليين من اقارب المفقودين يتابعون مشهد قوارب البحث التي تكاثر عددها، وهي تشق البحر جيئة وذهابا بحثا عن المفقودين الذين اما تكتم البحر عن لفظهم الى اليابسة او كانوا قد غادروا البحر جميعا ولاذوا بالفرار خوفا من التتبعات التي تنتظرهم. لا جديد عنده بخصوص المفقودين ستة وعشرون (26) شابا مازالوا في عداد المفقودين الى غاية ظهر امس، ولا جديد حولهم حسب بعض المصادر المعنية التي رفضت لقاء الاعلاميين، او الادلاء بتفاصيل توصلت اليها الابحاث الجارية في هذه القضية.. المنطقة البحرية بالمرسى التي تم فيها العثور على القارب الذي اعتمده «الحارقون» كانت شبه مغلقة، وتجري حولها حراسة مشددة كما يتابع مشهد زوارق البحث في عرض البحر التي قيل انها تبلغ 30 قاربا عدد من الفضوليين الذين تجمعوا هنا وهناك.. بعضهم من اصدقاء المفقودين والبعض الاخر شدته الحادثة فجاء لمتابعتها، وقد يكون بين هؤلاء نفر من ذوي واقارب بعض المفقودين. وخلافا للتسعة الناجين من الغرق افادنا بعض الشبان الذين حضروا لمتابعة عملية البحث عن المفقودين ان ال26 عنصرا محل البحث عنهم ينتمون الى مناطق مختلفة من الضاحية الشمالية للعاصمة. وفي تحديد المناطق التي ينتمي اليها هؤلاء اعلمونا ان 13 منهم من منطقة عين زغوان و7 من الكرم (حي بوسلسلة) و6 من المرسى ومناطق مختلفة قريبة منها. زيارة بعض عائلات المفقودين امام عدم توفر معلومات غير ضافية عن المفقودين تحولنا الى ضاحية الكرم (حي بوسلسلة) وهناك اتصلنا بمعارف بعض المفقودين، لكن يبدو ان لا أحد منهم له معلومات عن المفقودين، بل الذي لاحظناه من خلال حديثنا اليهم هو التملص من حضورنا وملاقاتنا والحديث الينا بشيء من التقتير حتى عن علمهم بمحاولة «حرقان» هؤلاء. وقد ذهب بعضهم تهربا من الحديث الينا بان بعض المفقودين كثيرا ما تكون لهم غيابات عن المنطقة لعدة أيام، لذلك لا تتوفر لديهم حتى معلومات عن كونهم بين «الحارقين» أم لا. والد أحد المفقودين استقبلنا وسط جمع كانوا يرابطون امام منزله، وقد بدا حائرا، شارد البال، ولا يملك حتى القدرة على التركيز في حديثه الينا، سألناه عن ابنه المفقود، فبدا متلعثم الكلام، وقال «أنا لا أعرف هل هو من بين «الحارقين» أم لا، ولا أدري ان كان من بين ال9 الناجين او من بين ال«26 المفقودين».. بعض من تابع اكتشاف الحادث صباح اول امس وشاهد مكان القارب بعد عودته الى الشاطئ لاحظ ان المسافة التي ارسى بها القارب الذي عاد بالحارقين لا يتعدى سوى مئات الامتار عن الشاطئ، وهذا قد يرجح سلامة «الحارقين».. وعودتهم الى اليابسة بسلام ويرجح امكانية اختفائهم عن العيون ريثما تمر الايام الاولى بسلام. وهذا الرأي لم يشر اليه البعض ممن جاؤوا لمتابعة عملية البحث عن المفقودين فقط، بل ردده على مسامعنا عديد الحاضرين هناك بمن في ذلك بعض اصدقائهم ومعارفهم. هذا ما افضت اليه اخبار حادثة «الحارقين» بالمرسى الى غاية مساء امس، ولا شك ان الساعات او الايام القادمة ستحمل الجديد حول هؤلاء المفقودين.