قدّر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون أمس في كلمته أمام المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس السويسرية نسبة الاضرار التي أحدثتها قوات الاحتلال الاسرائيلي خلال عدوانها على غزة بما لا يقل عن 613 مليون دولار.. وطالب المسؤول الاممي بتنظيم حملة لجمع هذا المبلغ لتوفير اغاثة عاجلة لميلون ونصف مواطن فلسطيني يعيشون منذ اسابيع في ظروف مأساوية بسبب اطنان القنابل والقذائف التي ألقتها قوات الاحتلال المعتدية على بيوتهم ومدارسهم وجوامعهم وجامعاتهم ومستشفياتهم وشوارعهم طوال 23 يوما بضوء أخضر من الادارة الامريكية السابقة وعدة حكومات ومؤسسات أوروبية وعالمية.. رغم عشرات الملايين الذين نزلوا الى الشوارع في العالم اجمع احتجاجا.. وقد اطلقت من مختلف أنحاء العالم نداءات من أجل محاكمة مجرمي الحرب الاسرائيليين بعد تأكد استخدامهم أسلحة دمار شامل واسلحة محظورة مثل الاسلحة الفسفورية والقنابل الانشطارية والعنقودية.. فضلا عن ثبوت تعمدهم قصف مؤسسات تربوية وملاجئ ومراكز طبية تابعة لوكالات الاغاثة الاممية و14 جامعا وكنائس.. وتتزامن هذه التطورات مع جولة يقوم بها الى المنطقة المبعوث الامريكي الجديد المكلف من قبل الرئيس أوباما بملف الصراع العربي الاسرائيلي السيناتور السابق ميتشل.. لكن يبدو أن القيادات الاسرائيلية بمن فيها قادة حرب غزة اولمرت وباراك وليفني تحاول الالتفاف على مهمة ممثل الرئيس أوباما.. وضمان تواصل في توجهات الادارة في البيت الابيض بشان الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني ومن بينها حقه في انهاء الاحتلال وتفكيك المستوطنات وانهاء الحصار المفروض منذ بدء انتفاضة 2000، وبناء دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها مدينة القدس الشريف.. ومن السابق لاوانه التقليل من مهمة المبعوث الامريكي الجديد.. وهو صاحب التقرير المشهور المعارض لسرطان الاستيطان الاسرائيلي.. فضلا عن كونه يمثل اوباما الذي وجه رسائل ايجابية عديدة للفسلطينيين والعرب والمسلمين من بينها اعلانه عن مراجعة جريئة لسياسات سلفه في افغانستان والعراق والشرق الاوسط. وليس من مصلحة العرب والفلسطينيين وحلفائهم التشكيك في قدرات فريق الرئيس أوباما ومستشاريه في التفاعل مع الامال المعلقة عليه من قبل الملايين من أنصار السلام الامريكيين والفلسطينيين ومئات الأوروبيين والعرب والمسلمين في العالم اجمع.. لكن من حق الشعب الفلسطيني الذي قدم طوال عقود تضحيات جسام من اجل الاستقلال وانهاء الاحتلال.. أن تعلن الادارة والكنغرس الجديدين في واشنطن موقفا واضحا من جرائم الحرب الاسرائيلية في غزة.. وأن تتوج المبادرات السياسية الرامية الى طي صفحات غلطات ادارة بوش في العالم الاسلامي باعلان واضح ومساند للدولة الفلسطينية المستقلة.. وخطوات ملموسة تجبر القيادة الاسرائيلية على الافراج عن ال11 ألف أسير فلسطيني في سجونها واجلاء 500 الف مستوطن في الضفة الغربيةوالقدس وسحب نهائي لقواتها من غزة والضفة.. والحوار حول المطالب الوطنية والسياسية والانسانية الفلسطينية وبينها حق ملايين الفلسطينيين في العودة الى ارضهم.