عائلة الضحية تؤكد أنها سليمة ولا تشكو من أي مرض والطبيب الشرعي سيكشف سرّ الوفاة الأسبوعي- القسم القضائي: «أختي لا باس عليها... لا سو لا سويّة... لم تشكو من أي مرض... لسنا ندري ماذا حصل حتى تموت بهذه الطريقة... إنها مأساة حلّت بنا... لقد كانت الابتسامة دائما تعلو محيّاها... تحولت إلى المستشفى على ساقيها ولكنها لم تغادره إلا وهي ميّتة». هذه العبارات التي بادرنا بها السيد نجيب بن سالم أخ الضحية في حادثة الحال أثناء الحديث معه حول ملابسات وفاة شقيقته تترجم في حقيقة الأمر هول الفاجعة التي حلّت بهذه العائلة القاطنة بمدينة قليبية... والمتمثلة في وفاة ابنتها سناء بن سالم (من مواليد 27 جوان 1979) أثناء خضوعها لعملية إجهاض بأحد المستشفيات العمومية بالوطن القبلي قبل بضعة أيام. شكر لوزير الصحة ولكن قبل مواصلة الحديث مع الشقيق كان لنا لقاء مع زوج الضحية السيد مكرم معتوق الذي طلب منّا -رغم هذا المصاب الجلل- أن نبلغ تشكراته إلى وزير الصحة العمومية وقال في هذا الصدد «أتقدم بجزيل الشكر إلى وزير الصحة على تعامله الايجابي والحيني مع ملف وفاة زوجتي إذ استقبلني في مكتبه وواساني وقدم لي التعازي وخفّف من مصابي كما أعلمني بأنه أعطى تعليماته بتشكيل لجنة مهمتها إجراء تحقيق إداري لتحديد المسؤوليات وهو تعامل إيجابي مع ملف وفاة زوجتي». كيس مثقوب أما شقيق المأسوف عليها فقد أعلمنا أن سناء متزوجة منذ عدة سنوات وأنجبت طفلا عمره اليوم ثلاث سنوات ونصف «وقد اتفقت مع زوجها على إنجاب طفل ثان يؤنس شقيقه وفعلا فقد حملت شقيقتي» - يتابع نجيب- «ولكن قبل أيام من الحادثة شعرت ببعض الآلام فتحولت إلى المستشفى لاجراء الفحوصات اللازمة فتبين أن الغلاف المحيط بالجنين الذي بلغ عمره أربعة أشهر مثقوب وهو ما تسبب في تسرب مادة صفراء سائلة إلى بطن شقيقتي ولذلك فقد أخبرها الطبيب المباشر بضرورة إجراء عملية لإسقاط الجنين مؤكدا لها بساطتها...». عملية بسيطة وأضاف محدثنا الذي كان في حالة نفسية سيئة أشبه بالصدمة: «بعد التطمينات التي تلقتها من الإطار الطبي عادت شقيقتي إلى بيتها ثم حلّت يوم الاثنين بمنزلي ويوم الثلاثاء نزلت ضيفة على شقيقة زوجها قبل أن تتوجه في اليوم الموالي إلى المستشفى حيث احتفظ بها بقسم الولادات ثم نقلت إلى غرفة العمليات لإجراء عملية الإجهاض». نزيف دموي حاد وذكر محدثنا أن الطبيب أكد لشقيقته أن مدة العملية لن تتجاوز 15 دقيقة ولكنها لم تغادر غرفة العمليات إلا وهي جثة هامدة إذ أصيبت بنزيف دموي حاد أثناء عملية إجهاض الجنين وفارقت الحياة وتساءل: «هل من المعقول أن تموت امرأة أثناء عملية إجهاض في بلدنا المتقدم طبيا؟» وختم بالقول: «لقد تقدمنا بعريضة لدى وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بقرمبالية نطالب فيها بكشف ملابسات وفاة سناء أثناء العملية وتحديد المسؤوليات». هل هو خطأ طبي؟ وفي هذا الإطار علمت «الأسبوعي» أن جثة سناء أودعت لدى مخبر الطب الشرعي بالمستشفى الجهوي محمد الطاهر المعموري بنابل حيث تم فحصها قبل نقلها إلى مسقط رأسها لمواراتها التراب وبالتوازي مع ذلك تعهّد أعوان فرقة الشرطة العدلية بمنطقة الأمن الوطني بنابل بالبحث في ملابسات القضية بمقتضى إنابة عدلية صادرة عن قاضي التحقيق. ومن المنتظر أن يتم قريبا استدعاء الإطار الطبي وشبه الطبي المباشر أثناء عملية الإجهاض لسماع أقوالهم مثلما هو الشأن لزوج الضحية في انتظار أيضا تقرير الطبيب الشرعي لتحديد الأسباب الحقيقية التي أدّت إلى وقوع الوفاة وبالتالي تأكيد أو نفي حدوث الخطأ الطبي. صابر المكشر للتعليق على هذا الموضوع: