تونس الصباح: يعمل حاليا عدد من المتدخلين والمعنيين بمجالات تهم وقاية الشباب والمراهقين من بعض السلوكيات المحفوفة بالمخاطر على تنسيق جهودهم في اطار عمل شبكي يتمثل في احداث شبكة لتعزيز انماط الحياة الصحية لدى الشباب والمراهقين وتحديد المجالات ذات الاولوية في نشاطها. وتشمل القائمة المؤسسة لهذه الشبكة جامعيين وشباب اضافة الى عدد من الجمعيات هي على التوالي: الجمعية التونسية للاعلام والتوجيه حول «السيدا» والجمعية التونسية للصحة الانجابية والجمعية التونسية لمقاومة الامراض المنقولة جنسيا اضافة الى الجمعية التونسية للوقاية من الادمان. تتضمن الاهداف الاساسية التي ستكون قاعدة عمل الشبكة 3 مجالات اساسية اولها العمل التشخيصي والتحليلي لتحديد الاشكاليات والتحديات والحاجيات والاطراف المعنية والمستهدفة باكثر دقة. ثانيا تفعيل وتدعيم التحاور والتلاقي والاستماع الى الشباب في المجالات ذات العلاقة من خلال جملة من الوسائل والوسائط. وثالثا وضع وضبط تدخلات مع ومن اجل الشباب والمراهقين المستهدفين لتدعيم مؤهلاتهم الحياتية السليمة القادرة على تجنيبهم تداعيات ومخاطر بعض السلوكيات.. ونشير كذلك الى ان الشبكة تسعى الى ضبط اليات عمل تتضمن اجتماعات دورية سنوية وشهرية اضافة الى احداث موقع واب.. لضمان التواصل والتلاقي بين مختلف الفاعلين الذي يعتبر الهدف الاساسي لاحداث الشبكة قصد تأمين نجاعة اكبر في التدخلات الوقائية امام السلوكيات الخاطئة للشباب المراهق. تنامي المخاطر تنامت في السنوات الاخيرة العديد من السلوكيات والمظاهر المحفوفة بالمخاطر التي تتهدد الشباب والمراهقين لاسيما تلك المرتبطة بالنواحي الصحية ذات الانعكاسات والتداعيات النفسية والاجتماعية وحتى الاقتصادية اذا تفاقمت ولم تتم مواجهتها والتصدي لها. هذه المجالات التي تتهدد الشباب المراهق باتت معروفة اليوم من حيث الاسباب والمسببات والمرتبطة في جانب كبير منها بالتحولات الاجتماعية والاخلاقية التي عاشها ويعيشها المجتمع التونسي وعلى سبيل الذكر لا الحصر نشير الى اخطار تعاطي المخدرات والامراض المنقولة جنسيا في ظل تنامي العلاقات خارج اطار الزواج بسبب تأخر سن الزواج لدى الفتيان والفتيات وكذلك بسبب غياب الوعي الصحي لدى الشباب المراهق في مجال العلاقات الجنسية ونورد في هذا الاطار ما ورد في بحث ميداني سابق حول صحة المراهقين المتمدرسين ممن تتراوح اعمارهم بين 12 و20 سنة حيث صرح اكثر من 75% من المشاركين في الاستبيان انهم يعتقدون ان الشباب من سنهم قد مارسوا علاقات جنسية وان هذه العلاقات تتم حسب رأيهم في 60% من الحالات مع اطراف مختلفة وان اكثر من نصفها يكون بصفة غير محمية.. وكانت عديد الدراسات الميدانية الاخرى قد اثبتت تنامي وتعدد المخاطر المحدقة بالشباب المراهق وهو ما يحيلنا على دراسة للمرصد الوطني للشباب حول «الظواهر السلوكية الجديدة لدى الشباب..» التي قدمت عينات من المخاطر الصحية التي تواجه الشباب كما قدمت كذلك تشخيصا لبعض المجالات التي تحتاج الى دعم ومراجعة في اطار استشراف اليات الوقاية. من ذلك الاشارة الى ضعف التنسيق والتكامل في الادوار بين الاطراف المعنية بالاحاطة بالاحداث ورعاية الشباب وضرورة العمل على ايجاد سبل لتلافي هذه الهياكل ليكون عملها اكثر فاعلية. وتمثل شبكة تعزز انماط الحياة الصحية لدى الشباب والمراهقين بداية تفعيل التوجه التنسيقي والتشاوري بين المتدخلين في انتظار تعزيزه بمبادرات وبرامج اخرى تضع ايضا الهياكل الرسمية المعنية بموضوع الشباب والتي يغيب في عملها ايضا الجانب التنسيقي.