عشيّة السبت الماضي وبينما كان أحباء الترجي الرياضي يتحسرون في السرّ والعلن على ضياع نقطتين لا تقدّران بثمن أمام نادي حمام الأنف في ملعب المنزه بالذات وبمؤازرة جمهور غفير، تحوّلت حسرة محبّ مثلهم إلى نوبة قاتلة أسلم إثرها الروح إلى باريها وهو في عمر الزهور. انّه رياض شعال الذي لم يتجاوز سن ال17 ربيعا والمتيّم بحب الترجي الرياضي إلى درجة تفوق الخيال. في تلك العشية المشؤومة، وإثر تعثر الترجي الرياضي، تحسر المأسوف على شبابه رياض شعال كثيرا وانخرط في هستيريا من البكاء ثم انتابته نوبة قلبية، فتم نقله إلى المستشفى على متن سيارة أجرة، إلا أن المنيّة لم تمهله ففارق الحياة في الطريق، مخلّفا لوعة وحسرة وأسى وأنهارا من الدّموع وخاصة في حومة سيدي البحري التي نما وترعرع فيها. والده الملتاع رشدي شعال والذي كان من هول الفاجعة في حالة يرثى لها تسلّح بإيمانه باللّه وبالقضاء والقدر ليحدثنا بنبرات مختنقة ومتقطعة وحزينة عن كارثة السبت الأسود التي اختطفت منه فلذة كبده إلى الأبد، فرياض هو ابنه الوحيد الذي رزقه به اللّه إلى جانب شقيقة وحيدة. وقد شيّع رياض إلى مثواه الأخير أول أمس (الأحد) وسارت في جنازته جموع غفيرة من أنصار الترجي الرياضي، ومرّ الموكب من باب سويقة وتوقف طويلا أمام مقر الترجي ثم نقل جثمان الفقيد إلى مقبرة سيدي يحيى على الأعناق وكان المشيّعون يرددون «رحمان يا رحمان هذا عبدك واليوم يا رحمان قاصد فضلك». وانتظم موكب الدّفن إثر صلاة العصر في خشوع تام وفي أجواء ملؤها الحزن والكآبة. وسيلتئم موكب الفرق اليوم إثر صلاة العصر، بمقر سكنى العائلة الكائن بنهج الشكلي عدد 13 بسيدي البحري. تغمّد اللّه الفقيد بواسع رحمته وأسكنه فراديس جنانه ورزق أهله وذويه جميل الصّبر والسّلوان. ولا يسعنا في خاتمة هذا المقال إلا أن نتوجّه إلى والدي رياض بما جاء في كتاب اللّه العزيز في قوله تعالى: «وبشر الصّابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنّا للّه وإنّا إليه راجعون - صدق اللّه العظيم».