أثار اتهام طهران للرياض بالتواطؤ في اختطاف العالم النووي شهرام عميري عاصفة ديبلوماسية جديدة بين إيران والسعودية التي نفت أمس ضلوعها في «الاختفاء الغامض» لعميري مؤكدة أنها استنفدت كافة أدوات الاستقصاء عنه من دون أية نتيجة تذكر. وأشارت تقارير مطلعة إلى أن التوتر بلغ ذروته عقب اتهام المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية رامين مهمانبراست الرياض بتسليم شهرام إلى الولاياتالمتحدة لينضمّ إلى قائمة تشمل 11 إيرانيا يقبعون في سجون أمريكا. وأضافت التقارير أن التجاذب وصل إلى أقصى حدّ بعد أن ذكر قائد الديبلوماسية الايرانية منوشهر متقي أنه ينبغي تحميل السعودية مسؤولية «غياب» العالم النووي الايراني وأن طهران تحتفظ بحقها في إجراء ملاحقات قضائية في حالات مماثلة. اتهامات إيرانية وكامتداد لحالة الاستقطاب الديبلوماسي بين العاصمتين، قال رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني إن عملية اختطاف شهرام تمت من قبل الولاياتالمتحدة وبتواطؤ سعودي، معربا عن أسفه لأن واشنطن قامت في السابق بمثل هذه الأعمال دون أن تقدّم إيضاحات حول ممارساتها الارهابية. ونسبت وكالة «مهر» للأنباء شبه الرسمية إلى لاريجاني إشارته إلى أن البلدين ملزمان بتقديم إيضاحات حول هذه القضية لأن عدم القيام بهذه الخطوة يسيء إلى مكانتهما. وانتقد رئيس البرلمان الايراني الولاياتالمتحدة التي وصف تصرفاتها بالارهابية. يشار إلى أن طهران تتهم الولاياتالمتحدة باحتجاز علي رضا أصغري نائب وزير دفاع سابق والسفير الايراني السابق لدى عمان رفقة 10 إيرانيين آخرين. نفي.. واسغراب وفي أول ردّ فعل رسمي سعودي أعربت وزارة الخارجية السعودية عن استغرابها من التصريحات الايرانية بشأن تسليم الرياض خبيرها النووي إلى أمريكا . ونقلت جريدة «الشرق الأوسط» اللندنية عن رئيس الدائرة الاعلامية في الخارجية السعودية السفير أسامة نقلى قوله: إن السعودية تستقبل مليون معتمر وحاج إيراني سنويا، ومثل بقية الدول فإنهم يخضعون لاشراف بعثات دولتهم، وإن السلطات السعودية بحثت عنه بعد معلومات اختفائه بيد أنها لم تستدل عليه. وأضاف ان السلطات السعودية بحثت عنه في المدينةالمنورة وجميع مستشفيات وفنادق ومراكز مكةالمكرمة وحتى مقر سكناه الأمر الذي ولّد العديد من التساؤلات عن ظروف وملابسات اختفائه من مقر البعثة الايرانية. وأردف أن الرياض لم تتلق ردودا رسمية حتى الآن من طهران على الرغم من طلب الخارجية السعودية إفادات من إيران تساعد على استجلاء حقيقة اختفائه. بدورها نفت الخارجية الأمريكية حيازتها معلومات حول عميري ممتنعة عن الرد على أسئلة عما إذا كانت إيران قد وجهت استفسارات مباشرة إلى الولاياتالمتحدة من خلال إسلام أباد التي ترعى المصالح الايرانية في واشنطن أو السفارة السويسرية التي ترعى المصالح الأمريكية في طهران.