أسدل الستار في نهاية الاسبوع الماضي على الدورة العاشرة للصالون المتوسطي للبناء التي تميزت بدورة الارقام القياسية بكل ما تحمل العبارة من معاني. فقد تجاوز عدد العارضين 500 من بينهم 300 من الخارج ولم تتمكن هيئة التنظيم من تلبية العديد من المطالب رغم تكبدها مشاق جلب خيمة عملاقة من الخارج لتوفر مساحات اضافية هامة وتجاوز عدد المشاركين في الملتقى العلمي 400 مهندس معماري وخبير لأول مرة على ما يبدو ولا بصفاقس فحسب بل بالجمهورية التونسية هذا الى جانب الملتقى الاقتصادي الذي استأثر باهتمام بنوك دولية من الطراز الاول كالبنك الاوروبي للاستثمار والبنك الافريقي للاستثمار والبنك الاسلامي للاستثمار فضلا عن احتضان اول دورة للمعرض المغاربي للبناء الذي يتنزل في اطار اقتناع وزراء التجهيز المغاربة بقيمة هذا الصالون الذي تجاوز اشعاعه حدود الوطن وضفتي المتوسط ليرتقي الى مستوى العالمية. وقد ادى هذا الحضور المتميز لخبراء وشخصيات ومهنيين من مختلف القطاعات والاختصاصات الى تحويل عاصمة الجنوب الى عاصمة دولية تطلبت من الساهرين على الصالون بذل جهود مضنية لاحتضاتهم في افضل الظروف وتوفير اسباب الراحة والترفيه رغم محدودية طاقة استيعاب النزل في هذه المدينة كاقامة بعض التظاهرات والسهرات وخاصة معرض بأحد النزل على هامش احتفالاتها بالقيروان كعاصمة للثقافة الاسلامية. وككل المعارض الدولية اخذت لقاءات الشراكة حيزا كبيرا من اهتمامات العارضين والمهنيين ورجال الأعمال وامكن ابرام العديد من العقود الهامة سيما وقد تمت بين الاطراف المعنية باقامة المشاريع الضخمة ونعني بها اصحاب القرار ومؤسسات التمويل ورجال الاعمال هذا فضلا عن تقديم بنوك التمويل والامكانيات العديدة المتاحة للراغبين في بعث المشاريع العمرانية الضخمة ولم تقتصر النتائج الباهرة على هذه المكاسب فحسب بل ان تمخض مداولات الخبراء والمهندسين المشاركين في الملتقى العلمي عن اعلان صفاقستونس 2009 والذي تضمن استشرافا واضحا من الاتحاد العالمي للمهندسين المعماريين وكل الاتحادات الاقليمية المنضوية تحت لوائه للسياسات المعمارية الناجعة التي تستوجبها الظروف العالمية المالية والمناخية وسيظل هذا الاعلان وثيقة رسمية يعتمدها الجميع في كل انحاء العالم. هذه هي النجاحات اجمالا اما عن النجاحات بلغة الارقام فانها تميزت علاوة على ما ذكرنا آنفا بتحطيم الرقم القياسي في عدد الزائرين اذ تجاوز كل التقديرات وادرك 40 الف زائر للمهنيين و10 آلاف لعامة الناس فضلا عن متابعة 20 ألف شخص الميديبات على الانترنات ودخول 36 الف زائر الموقع الخاص بالصالون. الرغبة في الحضور بالدورة القادمة وامام انشراح العارضين بالمشاركة المجدية في الدورة العاشرة للصالون عبرت الاغلبية الساحقة منهم عن رغبتها في تأكيد مشاركتها في الدورة الحادية عشرة سنة 2011 في حين عبر جانب كبير من هؤلاء عن املهم في حتمية توسيع طاقة استيعاب الصالون ككل حتى يتسنى له احتضان المزيد من الكفاءات والمؤسسات الكبرى. اعتزاز وفعلا عبر كل المسؤولين الوطنيين الذين اشرفوا على حفل الافتتاح وعلى الملتقيات والتظاهرات التي انتظمت طيلة ايام الصالون (من 4 الى 7 مارس 2009) عن اعجابهم بدقة التنظيم وبقيمة المعروضات التي اضفت عليه مواصفات الصالونات العالمية الضخمة علما ان اتحاد غرف فرنسا صنفه كواحد من افضل الصالونات الدولية واحسن صالون بافريقيا. وقد ترجم السيد محمد بن سالم والى صفاقس كل هذه الانطباعات والحقائق الثابتة خلال الحفل الختامي الذي خصص لتكريم افضل المؤسسات حيث قال بالحرف الواحد يحق لنا ان نعتز ونفتخر بهذا الصالون الذي اقامت به غرفة التجارة والصناعة لصفاقس بمسؤوليها واطاراتها واعوانها الدليل على كفاءة عالية وعلى شعور بالمسؤولية الشيء الذي اهلها لتكسب وتحصد هذا النجاح الباهر وقال ان هذا النجاح يتطلب من السلط الجهوية التفكير في فضاءات اضافية حتى يتسنى لها استيعاب المزيد من الضيوف ومن ابناء الوطن وبالتالي حتى يحقق الميديبات مكاسب ارقى تدعم مكانته الجهوية في المحافل الدولية سيما وقد اكد الكثيرون ان هذه التظاهرة اخذت نمطا أوروبيا بأتم معنى الكلمة. لقاء اعلامي هذا وقد وجهت غرفة التجارة والصناعة بصفاقس الدعوة الى رجال الاعلام لحضور اللقاء الاعلامي مساء غد لاحاطتهم علما بكل التفاصيل والنتائج المتمخضة داخليا وخارجيا ويشفع اللقاء بحفل استقبال على شرف الاعلاميين وكل مساهم في انجاح الصالون.