تونس الصباح: ربما جاز القول بأن تاريخ المسرح التونسي هو جزء كبير من تاريخ الفرقة البلدية ذاتها.. فهذه الفرقة العريقة هي بلا منازع «أم الفرق» المسرحية في تونس بل وربما حتى في المغرب العربي عامة.. لأن سنة 2009 هي سنة الاحتفالات بمائوية المسرح التونسي كان لا بد أن نتوجه بالسؤال الى القائمين على ادارة هذه الفرقة حول ما أعدوه من جهتهم لاثراء برنامج هذه الاحتفالات والارتقاء بها الى مستوى التظاهرة الحدث.. والواقع أننا كنا ننتظر ونحن نتوجه بسؤالنا هذا الى الادارة الفتية للفرقة البلدية أن يأتينا الجواب شافيا فنطلع من خلالها على دسامة وتنوع مساهمة الفرقة البلدية (أو فرقة مدينة تونس) في اثراء برنامج تظاهرة الاحتفالات بمائوية المسرح التونسي على امتداد سنة 2009 اعتبارا لا فقط لمكانة وتاريخية هذه الفرقة في مسار الحركة المسرحية في تونس، بل واعتبارا أيضا لثراء مخزونها وموروثها في مجال الانتاج والابداع المسرحي على امتداد عقود.. وهو موروث ساهمت في صنعه أجيال مختلفة من المسرحيين التونسيين.. الفنانة المسرحية السيدة منى نور الدين مديرة الفرقة البلدية أشارت، وهي تجيب عن سؤالنا حول ما أعدته الفرقة لمائوية المسرح التونسي الى أن الفرقة ستكون بالتأكيد حاضرة وستكون لها مساهمة في اثراء هذه التظاهرة.. أما كيف تحديدا وبأي برنامج.. فتلك مسألة لم تتبلور بعد.. اذ ليس هناك الى حد الآن برنامج مفصل وبعناوين واضحة حول مشاركة الفرقة البلدية في احتفالات تظاهرة مائوية المسرح التونسي!! السيدة منى نور الدين في محاولة منها على ما يبدو لتقديم معلومة على الأقل ولو فضفاضة، في الموضوع، اضافت أن الفرقة ستقوم بالمناسبة بتقديم سلسلة عروض لعدد من مسرحياتها التي انتجتها خلال الأشهر الاخيرة أو التي ستنتجها لاحقا مثل مسرحية «طلاسم وحروز» ومسرحية «البروفة» لزهير الرايس وغيرها.. الفنانة منى نور الدين ختمت حديثها الينا بالقول أن الفرقة البلدية ستكون حاضرة خلال الاسبوع الاخير من شهر مارس الجاري في مهرجان الرباط لمسارح العالم بأحدث انتاجاتها ممثلة في مسرحية «على البحر الوافر» حيث ستقدم لجمهور المهرجان عرضا أول بتاريخ 24 مارس على أحد مسارح مدينة فاس ثم عرضا ثانيا يوم 25 مارس على مسرح محمد الخامس بالرباط. وإذ لا بد من التنويه بالحركية التي تشهدها الفرقة البلدية على الأقل على مستوى الانتاج منذ تولي الفنانة منى نور الدين لمسؤولية الادارة الفنية، وحتى نبقى تحديدا في موضوع المساهمة المنتظرة للفرقة في اثراء الاحتفالات بمائوية المسرح التونسي فإنه لا بد من القول بأن المتابع لا بد أن يستغرب بالمقابل أن تكون الفرقة البلدية متأخرة بهذا الشكل في تحديد ووضع برنامج مساهمتها في الاحتفال بمائوية المسرح التونسي.. فإذا ما كانت بعض الهياكل المسرحية الوليدة الاخرى قياسا بعراقة الفرقة البلدية مثل مراكز الفنون الدرامية ببعض الولايات ومثل مؤسسة المسرح الوطني قد تكون انتهت من وضع البرنامج المفصل لمساهماتها في اثراء تظاهرة الاحتفال بمائوية المسرح التونسي فكيف تبقى الفرقة البلدية وهي التي يعتبر تاريخها جزءا كبيرا من تاريخ المسرح التونسي ذاته، كيف تبقى الى غاية هذا التاريخ بلا برنامج واضح ومفصل بخصوص التظاهرة؟!! وما من شك في أن كل محب وغيور على هذه الفرقة العريقة ذات التاريخ الكبير في الحركة المسرحية المغاربية، بل والعربية عامة سيبقى يتنظر حضورا نوعيا لهذه الفرقة في تظاهرة الاحتفال بمائوية المسرح التونسي.. حضورا يحكي من جهة عراقتها كفرقة وحجم مساهمتها التاريخية في التأسيس لمسرح تونسي ذو خصوصية فنيا وثقافيا.. ويحكي من جهة اخرى طبيعة ابداعاتها وموقعها من المشهد المسرحي التونسي راهنا.. إننا نريد وننتظر أن يكون حضور الفرقة البلدية في تظاهرة الاحتفال بمائوية المسرح التونسي حضورا متميزا وليس حضورا في شكل غياب!