من أكثرالاعياد رمزية في ايران قبل ثورة 1979 وبعدا الاحتفالات باعياد الربيع النيروز وهي عادة موروثة عن اوج الحضارة الفارسية وتواصلت بعد الفتح الاسلامي.. بل لقد انتشرت في دول مجاورة لايران من بينها العراق.. الى درجة أن الرئيس العراقي السابق صدام حسين كان يشرف بنفسه على اعياد الربيع التي كانت الاحتفالات الضخمة بعيد ميلاده جزءا منها.. الرئيس الامريكي الشاب باراك اوباما بدا وفيا لبرنامجه الانتخابي ووجه بمناسبة هذه الاعياد رسالة علنية الى الشعب الايراني والى قيادته داعيا اياها الى الحوار غير المشروط.. مع مطالبتها بطي صفحة 30 عاما من سوء التفاهم ومن القطيعة.. وقد قلل المسؤول الاول في النظام الايراني " المرشد "علي خامنئي بعد تصريحات أوباما من جدية فرص حصول أي تغيير في الموقف الأمريكي تجاه إيران، بالرغم من قوله: "إن إيران مستعدة للتغيير في حال غير الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما موقف بلاده منها". في المقابل رحب احد كبار مستشاري رئيس الجمهورية الايرانية برسالة الرئيس اوباما وطالبه "بافعال محددة لاصلاح الاخطاء الامريكية السابقة". فهل ستشهد العلاقات الايرانيةالامريكية فعلا انفراجا ملموسا خلال الدرة الاولى من حكم أوباما ( ان كتب له ان يفوز بدورة ثانية)؟ المؤشرات الايجابية عديدة من بينها حصول تغيير وحقيقي في السياسة الخارجية الامريكية بعد رحيل بوش الابن عن الحكم محوره الانتقال من السياسة الاحادية الجانب Unilateraleالى سياسة دولية متعددة الاطراف multilaterale كما تسعى الادارة الامريكيةالجديدة الى عقلنة سياستها الخارجية والعسكرية والتخفيض من النفقات الحربية التي اوصلتها الى عجز هائل في موازناتها العمومية والى افلاس كثير من كبرى مؤسساتها الخاصة.. وتحرص الادارة الامريكيةالجديدة في نفس الوقت على اتباع منهجية جديدة في معالجة الازمات والملفات الامنية والسياسية في العالم وخاصة مع روسيا والعالم الاسلامي عبر استبدال المواجهة والصدام بالحوار والمشاركة.. حتى تخفف من خسائر الولاياتالمتحدة المالية والبشرية والسياسية والدبلوماسية.. وفي هذا السياق تاتي نداءات اوباما ونائبه ووزيرة خارجيته الى الحوار السياسي والمشاركة في معالجة الازمات في المنطقة.. من افغانسان الى العراق وفلسطين.. وهي نداءات وجهت مرارا الى ايران وسوريا وقيادات طالبان والتنظيمات الفلسطينية.. لكن تعقيدات الاوضاع في المنطقة العربية والاسلامية.. وتداخل الحسابات الخاصة وتناقض مصالح بعض اللوبيات والقيادات الاقليمية والدولية.. معطى موضوعي لا ينبغي أن يغيب على أحد.. ففي ايران وحولها كما في واشنطن وداخل قيادات الدول الحليفة لها وعلى راسها اسرائيل لوبيات ستقوم بكل ما في وسعها لاجهاض مسار الحوار والتفاوض.. حتى لا تخسر مافيات الاتجار في السلاح ويخسر محترفو "دبلوماسية الحروب" امتيازاتهم.. ودورهم..