من أولى مبادرات الرئيس الامريكي الجديد باراك أوباما إلى جانب بدئه معالجة تركة جورج بوش الاقتصادية توجيهه رسائل سياسية علنية إلى طهرانودمشق والشعب الفلسطيني تتضمن دعوة واضحة للحوار والتخلي عن خيار التصعيد الامني والعسكري الذي اتبعته الادارة الامريكية السابقة وصقور البنتاغون. أوباما وجّه رسالة جدية إلى بلدان المشرق العربي الاسلامي وخاصة الى طهران تعلن استعداده لبدء حوار مباشر رفيع المستوى مع قادتها وخاصة مع زعماء إيران.. ورد الرئيس الايراني أحمدي نجاد "على التحية بمثلها" فرحب بدوره بالحوار مع قادة واشنطن الجدد.. وبدعوات أوباما لفتح صفحة جديدة في العلاقات الامريكيةالايرانيةوالامريكية الاسلامية. ومن المهم جدا سياسيا أن يصدر الترحيب عن الشخصية التي تعتبرها الاوساط الغربية والاسرائيلية "الاكثر تشددا وعداء للسامية في ايران". ويبدو أن "جماعة المطبخ" في ايران (Establishment) بدأوا يعدون سيناريوهات جديدة لتعديل مواقف طهران وتحضير الاجواء الى مرحلة "الحوار المباشر والشامل وغير المشروط".. عبر تشجيع رموز من التيار المعتدل على الترشح للانتخابات الرئاسية المقرر تنظيمها بعد اشهر.. من بينهم الرئيس السابق رمز التيار العقلاني المفكر والكاتب الاصلاحي محمد خاتمي.. كما تحدثت مصادر صحفية وسياسية مختلفة عن احتمال مشاركة عدد اخر من رموز التيار الاصلاحي في الانتخابات الرئاسية القادمة.. حتى يكون الرئيس الايراني الذي يتفاوض مع أوباما قادرا على تحسين فوري لعلاقات البلدين وانهاء الحصار الاقتصادي والعسكري والتكنولوجي الذي تفرضه الولاياتالمتحدة منذ 30 عاما على ايران.. مما كلفها خسائر بالجملة. هذا التطور الايجابي اقترن بتوجيه رسائل حوار الى القيادتين السورية والفلسطينية.. والى شعوب المنطقة التي انتشر داخلها تيار معاد للسياسة الخارجية الامريكية بسبب حروب بوش وانحيازه المبالغ فيه الى قيادات الحرب ورموز الاحتلال الاسرائيلي من شارون الى أولمرت.. ومن ليفني الى ناتنياهو. تطورات نوعية قد تشهدها العلاقات الايرانيةالامريكية.. وقع التمهيد لها بمحادثات رفيعة برئاسة سفيري البلدين في بغداد.. واتصالات امريكية مع قادة دمشق ورموز السلطة الوطنية والمقاومة المسلحة الفلسطينية.. فهل تسير المنطقة فعلا نحو مرحلة ما بعد الحروب؟