لست من المغرمين بمتابعة الفقرات الاشهارية في القنوات الإذاعية والتلفزية ولا بمتابعة الملاحق الدعائية في الصحف.. أو باليافطات الجميلة التي تروج لمواد الاستهلاك المختلفة.. التي «يحبها الكبار والصغار».. وفي الغالب أعتبر نفسي فطنا.. «ما تتعداش علي».. لكن قد تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.. فقد شد انتباهي منذ أيام إعلان جميل في يافطات عملاقة يروج لأحد أنواع الكمبيوتر المحمول بسعر «معقول».. امتطيت سيارتي وتوجهت إلى الفضاء التجاري «الضخم».. فاذا بمئات الفضوليين ورواد المقاهي والمطاعم وعشاق التسوق يملؤون المكان.. من مربض السيارات إلى الممرات والمساحة التجارية.. شققت طريقي بينهم إلى «جناح الالكترونيك» رفقة ابني الصغير.. وبعد بحث وتدقيق في البضاعة المعروضة.. اكتشفت أن لا أثر للكمبيوتر المعروض في يافطات شوارع المدينة ؟ * استفسرت البائعات.. فابتسمن وقالت لي إحداهن بلطف : لقد نفدت النوعية التي تبحث عنها ..لكن لدينا أنواع أخرى أغلى.. وحاولت إغرائي بكل الطرق ب«البديل».. استغربت لأن الإعلان حديث العهد.. ولا يزال «يزين» شوارع العاصمة؟؟ وسرعان ما عاد إلي رشدي.. لما قال لي ابني: «منذ مدة وقعت أمي في فخ مماثل.. في فضاء تجاري آخر.. بسبب إعلان كاذب يروج لمواد المنزل الالكترونية.. مع تخفيضات لمكنسة كهربائية.. من نوع خاص؟ ** عدت إلى سيارتي.. بخفي حنين.. وفي طريق العودة توقفت في محطة البنزين.. بعد أن جف ريقي وريق السيارة..