تونس الأسبوعي: ألقت الأزمة العالمية الاقتصادية بظلالها على النسيج المؤسّساتي الوطني وتأثّرت بمضاعفاتها الاقتصادية والمالية قرابة 300 مؤسسة تنشط معظمها في القطاعات المرتبطة بالتّصدير كلّيا أو جزئيا.. حيث بلغ عدد العمال الذين وقع المساس بعقودهم بشكل أو بآخر سواء بالتخفيض في عدد ساعات العمل أو التسريح قرابة 12 ألف عامل حسب معطيات توفرت ل«الأسبوعي» ولم نستطع تأكيدها من جهة رسمية. وقد عملت الحكومة عبر سلسلة من الاجراءات المالية والاجتماعية والمصرفية وغيرها على التقليص من الأثار السّلبية للأزمة على العملة ومحيط المؤسسة بحكم ارتباط الاقتصاد الوطني باسواق استهلاكية عالمية شهدت مؤخرا تراجعا في مؤشرات الاستهلاك بمستويات قياسية. وفي اطار متابعة تداعيات الازمة المالية العالمية وتنفيذا للاجراءات الرئاسية التي اقرت يوم 23 ديسمبر 2008 لفائدة المؤسّسات المصدّرة تمّ احداث خلايا احاطة ومتابعة على المستوى المركزي والجهوي للتخفيف من الانعكاسات المحتملة.. علما وأن الصادرات المعملية قد سجلت تراجعا بلغ نسبة 17% وقد بلغت الى غاية 25 مارس 2009 ما قيمته 3806 م.د ولكن الأشهر والأيام الأخيرة حملت الجديد بعد بروز أنشطة واعدة شهدت صادراتها تطورا ملحوظا وفي الأسلاك الكهربائية (12+%) والملابس الخارجية (+11%).. وتشير مصادر مطلعة أن احداثات الشغل بما فيها المنتطر احداثه أكبر بكثير مما فُقد حتى أنها بلغت حوالي ثلاثة أضعاف عدد العمال المسرّحين او الذين مُسّت عقودهم بصورة أو بأخرى.. وتتوزع احداثات الشغل الجديدة على عدة قطاعات (مكونات السيارات، مكونات الطائرات، الكترونيك...) وكذلك على العديد من الجهات مثل باجة وقفصة والمغيرة وغيرها.. من ذلك أن مشروع «كرومبارغ شوبارت» لمكونات السيارات بباجة والذي تبلغ كلفة اقامته 43 مليون دينار أحدث لحد الأن 1400 موطن شغل وستصل مواطن الشغل المتوقعة في موفّى 2009 به الى 2800 اما في موفى 2010 فيتوقع أن تصل الى 3500 موطن شغل.. اما مشروع «يازاكي» بقفصة لمكونات السيارات والذي تبلغ تكلفة اقامته 43 مليون دينار والذي تحصل على قرار الاستثمار في أكتوبر 2008 فيتوقع ان يحدث 3 آاف موطن شغل بعد أن برمج لانتداب 764 ابتداء من أفريل الجاري.. أما مشروع «AEROLIA» لصناعة مكونات الطائرات بالمغيرة والذي ينصهر ضمن منطقة صناعية مخصصة لمكونات الطائرات والتي ستقام على 20 هكتارا والذي تبلغ تكلفة اقامته 56 مليون دينار فيتوقع أن يحدث 750 موطن شغل جديد وستنطلق الأشغال خلال الشهر الحالي أي أفريل .2009 وما يُشعر الصناعيين فعلا بالارتياح هو تواصل انتعاش بعض مكونات صناعة السيارات رغم الأزمة وخاصة الأسلاك الكهربائية وتواصل إحداث مصانع مكونات السيارات بتونس رغم الأزمة التي تلقي بظلالها منذ اندلاعها على القطاع المذكور. خير الدين العماري للتعليق على هذا الموضوع: