ما ان سرى خبر وفاة المأسوف على شبابه محب النادي الصفاقسي حمدي الرقيق صباح امس حتى اهتز الشارع الرياضي بصفاقس فكنت لا تسمع الا عبارات التعاطف والمواساة صادرة عن هذا او ذاك في حين تحول المئات ان لم نقل الآلاف الى منزل الفقيد الكائن بطريق السلطنية لتقديم التعازي الى العائلة ولمواساتها في مصابها الجلل قبل ان ينطلق الموكب الخاشع باتجاه مقام سيدي اللخمي بباب الجبلي لتقبل التعازي وللقيام بما يقتضيه الظرف من تأبين اعده النادي الصفاقسي للغرض وملازمته بشكل لصيق ومساهمته الفاعلة في اقامة معالم الزينة ودعمه لكل ما أوتي من طاقات وامكانيات مع ثلة من المتيمين بهذا النادي العريق وطبعا كان الموكب خاشعا الى ابعد الحدود وقد ودعته الجموع الحاشدة الى مثواه الاخير بمقبرة يعيش بعيون دامعة وقلول دامية. وقد حرصنا بدورنا على التحول الى منزل عائلة الفقيد ففوجئنا بوجود جمع غفير من الاهل والاصدقاء والرياضيين وقد ارتدى عدد منهم زي النادي الصفاقسي وساهموا في حمل النعش من السيارة التي اقلته من المستشفى الى منزل ابيه في حدود الواحدة الا ربعا قبل ان يتكرر السيناريو عند مغادرة الموكب للمنزل باتجاه ضريح سيدي اللخمي كما سجلنا تواجدا ملحوظا لممثلي النادي الصفاقسي الذين تكفلوا بمصاريف الاقامة في المستشفى والنقل والدفن فضلا عن وجود ثلة من الشبان بالمقام المذكور وهم يرتدون زي النادي اثناء تقديم التعازي وقد التقينا فيما التقينا من المسؤولين بعبد العزيز بن عبد الله الرئيس السابق بمنزل عائلة المغفور له والاكيد ان هذه البوادر ليست غريبة على فريق عريق من حجم النادي الصفاقسي ومن مسؤوليه وتقيم الدليل على دور الرياضة في التلاحم بين افراد الاسرة الواعدة والمجتمع الواحد. وقد تقبل افراد اسرته التعازي بجامع سيدي اللخمي اثر كلمة التأبين التي القاها الاستاذ رشاد الكراي الكاتب العام والناطق الرسمي للجمعية بحضور النائب الاول لرئيس الجمعية المنصف خماخم والاطار الفني والعديد من لاعبي فريق كرة القدم واللاعبين القدامى ومن بينهم حمادي العقربي وعديد الوجوه الرياضية بصفاقس.. رحيل هذا المحب الغيور خلف جرحا عميقا في نفوس الجميع من العسير ان يندمل بسرعة. خلال الموكب لاحظنا وجود العديد من اصدقائه الذين كانوا بين الذهول والبكاء والشرود اثر هذا المصاب الجلل في فقدان عزيز عليهم كان بينهم يصفق ويغني ويردد الاهازيج ويرفع رايات فريقه ويشجعه بكل ما أوتي من قوة ويستحثه لتقديم المزيد من العطاء بغية التتويج. رحم الله حمدي الرقيق ورزق عائلته واصدقاءه جميل الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون.