غريب امر بعض الاولياء الذين بدل الاهتمام بابنائهم والاحاطة بهم، يسقطون بسهولة في فخ الاشاعات ويصدقون بسرعة الروايات التي يحبكها اطفالهم بكل دهاء. وهو ما يقتضي مزيدا من الوعي والحزم لدى بعض الاولياء تجاه الخيال الخصب الذي كان من المفروض ان يوظفه الابناء في الدراسة والمعرفة عوض الاسهام به في الترويج للاشاعات وترويع اسرهم. اخر ما جد في هذا الاطار، قصة غريبة نرويها لقرائنا جرت وقائعها بمنطقة الجريصة حيث تقدمت يوم الاثنين الماضي تلميذة بالسنة الثامنة اساسي مرفوقة بكل من والدها ووالدتها لتزعم انها تعرضت في ذلك اليوم الى عملية اختطاف رفقة صديقتها تلميذة بالسنة التاسعة اساسي من طرف اربعة انفار على متن سيارة نوع «ايسيزي» على بعد امتار من المدرسة، حيث توجه بهما الخاطفون حسب ادعائها الى منطقة مجاورة قبل دفعها من السيارة والاحتفاظ بزميلتها. وبطبيعة الحال لم تنطل هذه الرواية على اعوان الامن حيث بمزيد التحري تراجعت الطفلة في اقوالها واكدت انها اتفقت مع زميلتها على القيام بنزهة في حقول الزرع المجاورة الا انهما ظلتا طريق العودة الى ان بلغتا بلدية منزل سالم بتاجروين. وقد طلبت الراوية من مرافقتها الاتصال هاتفيا بعائلتهما قصد المساعدة على العودة الا ان صديقتها اصرت على البقاء، فتحولت بمفردها الى محل هاتف عمومي واتصلت بوالدتها مدعية تعرضها الى الاختطاف خوفا من ردة فعل عائلتها، مؤكدة ان صديقتها موجودة بجهة منزل سالم دون ان يصيبها اي مكروه. وتتواصل اطوار هذه القضية اذ علمنا انه في نفس هذا الوقت تقدم الى مركز الحرس الوطني بمنزل سالم احد المواطنين مصرحا ان فتاة تبلغ من العمر 15 سنة حضرت بمنزله ورغبت في المبيت لديه ليلة واحدة على ان تتحول في اليوم الموالي الى منزل عمها القاطن بتاجروين، فتمت مرافقته من قبل اعوان الحرس الذين سرعان ما اتضح لهم ان المعنية هي الفتاة المختفية. ورغم محاولتها تضليل الاعوان بالادلاء بذات الرواية المتفق عليها مع مرافقتها الا انها تراجعت واعترفت باختلاق قصة الاختطاف باتفاق مسبق مع زميلتها اثر تغيبهما عن الدراسة مساء يوم 2009/5/4 وحتى لا يتواصل مثل هذا النوع من القضايا المفتعلة، فقد تعهدت فرقة الشرطة العدلية بتاجروين بمواصلة البحث في موضوع «الايهام بجريمة» مع ابقاء الفتاتين بحالة سراح عملا بتعليمات النيابة العمومية بالكاف.