تونس - الصباح: من بين المبادرات التي تقوم بها الدولة التركية من حين لآخر للتعريف عن قرب بثقافتها وحضارتها تنظيم أسبوع المطبخ والثقافة التركية. المناسبة تجمع كما يبدو بين ما تحتاجه المعدة وما نسميه بالغذاء الروحي. ويندرج بالتالي أسبوع الثقافة والمطبخ التركي الذي ينطلق مساء اليوم بنزل "أفريكا" بالعاصمة في هذا الإطار. واغتنم سفير تركيا ببلادنا السيد "ناصي أكنسي" خلال اللقاء الصحفي الذي انعقد صباح أمس بالنزل المذكور حول هذه التظاهرة بحضور ممثل عن إدارة النزل، اغتنم الفرصة للحديث عن ما أسماه بالعصر الذهبي للعلاقات التونسية التركية مشدّدا على أنّها علاقات عريقة وتقوم على قاعدة الإرث الثقافي والحضاري الواحد. وصف السفير في نفس السياق العلاقات السياسية بالممتازة وتحدّث عن التطور المتواصل للتعاون الإقتصادي والتجاري أما في ما يخص المجال الثقافي فقال أنه يشكّل بمعية المجال السياحي أفضل السبل لدعم الوحدة بين شعبي تونس وتركيا. وتجدر الإشارة إلى أن هذه التظاهرة تلتئم بدعم من وزارتي الثقافة والسياحة التركيتين ومكتب الخطوط التركية بتونس. كما نشير إلى أن الخطوط التركية تؤمّن أسبوعيا خمس رحلات بين بلادنا وتركيا. وقد أعلنت ممثلة الخطوط التركية بتونس آمال الفقيه أن مؤسسة الطيران " تيركش آيرلاين " تزمع قريبا القيام برحلة يومية تربط بين تونس واصطمبول وهو ما أكده السفير بنفسه. ومن المنتظر أن تكون هذه المناسبة فرصة للتعريف بالمطبخ التركي وخاصة نقاط التشابه بين عادات البلدين ومن أبرزها كرم الضيافة حسب نفس المتحدث التركي من جهة والثقافة التركية من جهة أخرى وهي ثقافة ليست غريبة عن التونسيين. ومعلوم كذلك أن المطبخ والعادات الغذائية تعتبر جزءا من ثقافة البلدان وحضارتها مثلها مثل مختلف الفنون ومكونات الحياة الثقافية وأسلوب العيش. ما بين آسيا وبلدان المتوسط المطبخ التركي الذي ازدهر بالخصوص بالبلاط العثماني نشأ حسب السفير التركي من ذلك التلاقح بين عادات متأتية من آسيا الوسطى ومن الإحتكاك ببلدان البحر الأبيض المتوسط. وقد حل بعد بتونس رئيس مطبخ تركي للإشراف على الأكلات التي ستقدم يوميا إلى غاية 16 من ماي الجاري للراغبين في الإطلاع على الأكلات التركية والعادات الغذائية للأتراك التي شدد السفير على أنها تشفع عادة بالقهوة التركية الشهيرة. ثقافيا نجد الصناعات التقليدية على رأس الأطباق التي يتم اقتراحها بهذه المناسبة. وتركيا معروفة بالخصوص بالخزف والفخار ومنتجات البلور والجلود والخشب والمنتوجات التقليدية المشتقة من عدد من المعادن. هناك معروضات من منتجات جلود البعير التي تستعمل في مسرح الظل إضافة إلى الأقمشة المطرّزة والرسم على الحرير والبلور دون أن ننسى الزرابي وغيرها من المنسوجات التقليدية التي تعرف بها تركيا. وتستضيف بلادنا بالمناسبة عددا من المختصين في الصناعات التقليدية وفي الفن التشكيلي نذكر من بينهم الخطاط الشهير عصمت كتان. الموسيقى الكلاسيكية والبلاط العثماني يشتمل البرنامج أيضا على عروض موسيقية خاصة الموسيقى الكلاسيكية التي نشأت كذلك في البلاط العثماني حسب نفس المصدر ومن بين الفنانين الذين يقدمون عروضا لهم بالمناسبة نذكر كل من " كايا غيتش" و"عمر يامان "و"فاتح إيرنلار" و"أورهان عياض" و"عمر ترمانغلو". واغتنم المتحدث التركي الفرصة لملاحظة أن الأتراك يعلمون جيدا أن التونسيين يقدّرون الموسيقى التركية والثقافة التركية عموما معلنا أنه لا يستغرب ذلك لأن التونسيين والأتراك يتقاسمون إرثا مشتركا. وأكد أن الأسبوع المذكور سيكون مناسبة للتأكيد على أن التأثير بين ثقافتي البلدين تأثير متبادل وليس في اتجاه واحد. وخصص السفير حيّزا من مداخلته للحديث عن القيمة الحضارية لبلاده ملاحظا أن تركيا تزخر بالمعالم التاريخية لا سيما وأنها تظم اثنين من بين أعاجيب الدنيا السبعة مضيفا أن التراب التركي كان لآلاف السنين مهدا لعديد الحضارات وهو مايسمح حسب قوله بملاحظة ذلك الإنصهار بين مجموعة من الثقافات اليوم بالأرض التركية حيث يتعايش القديم والمعاصر والشرق والغرب والأصالة والمعاصرة. مع العلم وأن تركيا تشارك لأول مرة في الصالون المتوسطي الدولي للسياحة الذي ينعقد في دورته الخامسة عشرة ببلادنا فيما بين 14 و16 من ماي الجاري. جدير بالذكر أنه وإجابة حول سؤال توجهنا به إلى السفير التركي حول مشاركة الفنانين والفرق الموسيقية التركية في المهرجانات التونسية أقر محدثنا أن الأتراك لم يسجّلوا بعد حضورهم بالقدر الكافي في مهرجان قرطاج الدولي مثلا لأسباب مادية وكذلك بالمهرجانات التي تقام بالولايات لكنه أشار في الوقت نفسه إلى الحضور التركي في مختلف المهرجانات الأخرى بالعاصمة على غرار مهرجان المدينة والمهرجانات الموسيقية التي تنتظم بقصر النجمة الزهراء إلخ... معلنا بنفس المناسبة عن نيّة بلاده العمل على تكثيف التعاون والتبادل الثقافي بين البلدين وهي وسيلة مثلى حسب وصفه لتأمين ما أسماه بدوام الأخوة التونسية التركية.