أخبار تونس - افتتح أمس الخميس 27 ماي في عاصمة الجلاء ومدينة فرس البحر بنزرت في شمال البلاد التونسية المهرجان المتوسطي لفن الطبخ الذي يتواصل إلى غاية 30 من نفس الشهر، وتنظم المهرجان في دورته الأولى جمعية صيانة المدينة بالتعاون مع المعهد الدولي للطبخ المتوسطي بمرسيليا، وقد وقع اختيار المعجنات كمادة أولية تتكون منها جميع الأطباق التقليدية حيث ستتناظر حولها ثمانية بلدان وهي تونس والجزائر والمغرب ولبنان وتركيا وإيطاليا وفرنسا وإسبانيا. وتساهم هذه التظاهرة الفريدة من نوعها والتي تجمع بين البعد الثقافي الحضاري والبعد السياحي الترفيهي في إحياء التراث التقليدي للأطباق المتوسطية وما يعكسه المطبخ عامة في تحديد ملامح الحضارة والهوية الثقافية للشعوب. وأعطى إشارة انطلاق فعاليات المهرجان السيد شادلي العروسي الوزير المستشار لدى الوزير الأول والسيد سالم الجريبي والي بنزرت وأكد الوزير المستشار في كلمته أهمية هذه التظاهرة في مزيد توطيد العلاقات بين الدول المتوسطية في مختلف المجالات فعلاوة على الشراكة الاقتصادية تمكّن هذه التظاهرة من التقارب حضاريا وثقافيا، وضمت في يومها الأول مداخلات علمية لعدد من الباحثين في المجال الغذائي بجانبيه الصحي والحضاري وأمّن هذه الجلسات العلمية الأستاذة سهام الدبابي الميساوي والأستاذة دارين الدقي والأستاذ بدر الدين الحريبي مدير المهرجان. وتمحورت مداخلة الأستاذة سهام الدبابي الميساوي حول “المائدة التونسية من خلال النصوص العربية” حيث أكدت أن تونس تشبثت بعادات قديمة وحافظت على أصول الطبخ المتوسطي كما استوعبت عناصر عربية إسلامية كثيرة مضيفة أن المائدة التونسية ثابتة ومتجددة في الآن نفسه متنوعة تنوع تاريخها وجهاتها. وفي إجابتها عن سؤال طرحته “أخبار تونس” على الأستاذة سهام الدبابي الميساوي حول الشبه بين العادات الغذائية لبلدان المتوسط قالت إن بلدان حوض المتوسط بجنوبه وشماله تشترك في كون شعوبها أكلة حبوب بالتالي كل ما يمكن إنتاجه من الحبوب كالأحسية والعصائد والثرائد والأخباز، وأضافت أن أهل المتوسط هم مستهلكو زيت زيتون وأشارت إلى أن أكل الأسماك يجتمع عليه أهل المتوسط. كما أكدت الأستاذة سهام الدبابي الميساوي على اشتراك أهل المتوسط في استيعاب كل ما هو جديد باعتبار المنطقة المتوسطية منطقة منفتحة، وفي سياق حديثها عن مميزات الطهي المتوسطي ذكرت أنه يتميز باستعمال مكثف للتوابل والحشائش التي تدخل نكهات مميزة. وفي مداخلة ثانية أوضحت الأستاذة دارين الدقي باحثة في المعهد الوطني للاستهلاك أن نوعية التغذية بالمتوسط تحتوي مآثر صحية جمة أثبتت علميا إلا أن هذا المثال يكاد يفقد نتيجة لعدة عوامل اجتماعية واقتصادية مرتبطة بتغير نمط الحياة وخاصة ضيق الوقت، وفي تصريح ل “أخبار تونس” ذكرت أن الغلال والخضر فضلا عن الحبوب هي من أكثر المواد التي يستهلكها “المتوسطيون” وأضافت أن المواد المشتقة من الحليب قليلة الاستعمال في الفضاء المتوسطي. وفي مداخلته التي ختمت الجلسة العلمية الأولى أكد السيد بدر الدين الحريبي الذي رجع في مداخلته إلى مصادر بعض الأكلات التونسية محاولا تعقب منشئها وتطور تركيبتها ومكوناتها عبر الزمن،على تغيرات السلوكيات الغذائية في تونس كما اعتبر المهرجان دعوة للجميع للحفاظ على المخزون الثقافي المتعلق بنوعية الغذاء. وفي تصريح ل”أخبار تونس” أكدّ السيد بدر الدين الحريبي على أهمية الأكلة التقليدية حيث تمكّن من الحفاظ على الصحة، مؤكدا أن المناخ التونسي جعل من المائدة التونسية متنوعة من حيث المواد التي يمكن استعمالها لإعداد الطعام. وضمت فعاليات اليوم الأول من المهرجان المتوسطي لفن الطبخ لوحات استعراضية تم عرضها على الطريق المؤدية إلى أسوار المدينة العتيقة التي يعود تاريخها إلى القرن السابع حيث وقعت تهيأة الفضاء بعدد من المطابخ التي اعتلى كل واحد منها علم البلد المشارك وقد تم توفير كل المستلزمات حتى يطهو الطباخون المشاركون أطباقهم في ظروف جيدة. وتم في اليوم الأول الاحتفاء بالأكلة البنزرتية المرتكزة على العجين فقد قدمت أطباق مختلفة بدءا بالنواصر بالعصبان والمقرونة البنزرتية التقليدية والرفيسة المتكونة من العجين والتمر والشامية والفواكه الجافة وتم كذلك تقديم الحلويات كالفطائر بالعسل وغيرها...