تونس - الصباح: كانوا حوالي 200 خبير جامعي واقتصادي وإعلامي من تونس مع خبيرين من فرنسا وبريطانيا.. وكان السؤال الكبير الذي حاول الجميع خلال المداخلات وحصص النقاش العام وفي أشغال الورشات: كيف يمكن تطويرالاعلام الاقتصادي في تونس؟ وهل المسؤولية ملقاة على عاتق وسائل الاعلام التي طالبها البعض بالقيام بعدة مبادرات لفائدة صحفييها من بينها تمكينهم من السفر في مهمات صحفية لاكتشاف العالم وفهم الخلفيات الاقتصادية للمستجدات السياسية والامنية؟ ام ان المسؤولية تعود الى الجامعة ومعهد الصحافة خاصة ثم الى الاعلاميين أنفسهم الذين يقصرون في تحسين ثقافتهم الاقتصادية والمشاركة في الدورات التكوينية وفي المؤتمرات العلمية الاقتصادية التي تنظم طوال العام في تونس وخارجها؟ وما هي مسؤولية الدولة للارتقاء بالمشهد الاعلامي عامة والاعلام الاقتصادي خاصة؟ هذه التساؤلات وغيرها حظيت بقدر من النقاش المعمق طوال 8 ساعات كاملة بحضور وزيرالاتصال والعلاقات مع مجلس النواب ومجلس المستشارين السيد رافع دخيل بعد جلسة افتتاحية كان المحاضرالاول فيها الوزيرالاول السيد محمد الغنوشي.. وكانت الحصيلة أكثرمن 40 توصية من بينها احداث ادارة جديدة في الوزارة (قد ترتقي الى مستوى ادارة عامة ) تعنى بالاعلام الاقتصادي.. بعد التقييم الايجابي لحصيلة الادارة الجديدة التي احدثت في الوزارة والتي تعنى بملف الاعلام الالكتروني.. حق الوصول إلى مصادر الخبر وقد اوصت الندوة الوطنية في خاتمة أشغالها كذلك ب"دعم المؤسسات الاعلامية واقسامها الاقتصادية ماديا ومزيد العناية بمضمون المنتوج الاعلامي الاقتصادي واعادة بث النشرة الاقتصادية على قناة تونس 7 في شكل جديد". وأجمع المشاركون في الندوة الوطنية على الدعوة إلى ضمان وصول الصحفيين الى مصادر الخبر الاقتصادي وتسهيل "عملية النفاذ الى السجلات الاحصائية للمجلس الوطني للاحصاء من خلال تجميعها على موقع واحد وخاصة منها السجلات ذات الطابع الاقتصادي فضلا عن ضرورة وضع السجل التجاري على شبكة الانترنات والزام المؤسسات بتحيين كل المعلومات الخاصة بها". المستوى العلمي والثقافي للطلبة والصحفيين وسجل عدد من المشاركين في الندوة وجود نقائص مهمة في التكوين الاقتصادي لطلبة معهد الصحافة وعلوم الاخبار وفي التكوين الصحفي لطلبة بعض المؤسسات الجامعية الاقتصادية الذين ينتدبون للعمل في وسائل الاعلام.. ولتدارك مثل هذه الثغرات أوصت الندوة ببناء جسور بين الكليات الاقتصادية ومعهد الصحافة لفائدة الطلبة المرشحين لان يباشروا لاحقا مهنة الصحافة وللتخصص في الاعلام الاقتصادي.. ودعا المشاركون الى إرساء "شراكة بين المؤسسات المعنية بالإعلام الاقتصادي ومعهد الصحافة وعلوم الاخبار والمركز الافريقي لتدريب الصحفيين والاتصاليين وامكانية تبني المؤسسات الاعلامية لعدد من الطلبة التي ترغب في انتدابهم لاحقا". ومن بين ما جاء في كلمة السيد رافع دخيل وزير الاتصال خلال مداخلاته في الجلستين الصباحية والمسائية للندوة أن تطويرالاعلام في تونس يحتاج إلى جهد جماعي من أهم أولوياته تكوين الصحفيين وطلبة معهد الصحافة اقتصاديا لضمان "خلفية ثقافية اقتصادية" يحتاج لها كل الصحفيون سواء كانوا مختصين في الشؤون الاقتصادية او السياسية الوطنية او العالمية.. لأن فهم المستجدات السياسية والعسكرية والامنية الاقليمية والعالمية يستوجب تمكنا من المعطيات الاقتصادية وفهما للخلفيات الاقتصادية والمالية للاحداث السياسية.