لخبر جاء من مدينة تولوز الفرنسية أين أقيمت مسابقة الأولمبياد العالمي للرياضيّات في الفترة الممتدة من 12 إلى 16 ماي الحالي بمشاركة 23 دولة. تونس ممثّلة بنخبة نيّرة من شبابها الفتيّ تفوز بالمرتبة الأولى في هذه المسابقة العلميّة الرفيعة متقدّمة على بلدان مثل فرنسا وإسبانيا وبلجيكا والأرجنتين. شباب من المعهد النموذجي بصفاقس أعلى راية الوطن في أكثر مجالات التّسابق والمنافسة نبلا وقيمة ورمْزا للتفوّق والنبوغ في عالم تصنعه إرادات الذكاء الإنساني ورهانات العلم والتعليم. هم أبطال بأتمّ معنى الكلمة التي ضاعت مضامينها بين أزقّة البطولات الواهية كثيرة الضجيج صخب الكرة والغناء وأكاديميّات النجوم. هذا التألّق التونسي يؤكّد أنّ رهان بلادنا على التعليم والذكاء رهان يسير بخطى ثابتة نحو تثبيت القاعدة الصلبة التي يقوم عليها مجمل بنائنا التنموي الذي استطاع عبر سلامة الاختيارات أن ينتصر على ندرة الثّروات الطبيعية بإعلاء قيمة الثروة الإنسانية. مدرستنا رغم كلّ ما يقال عن مستواها ونظامنا التعليمي، رغم كل ما يطرح من تساؤلات حول مردوديّته يبقيان بإرادة التطوير الدّائم والانتباه إلى التحوّلات للتأقلم والمراجعة رمزا للتفوّق التونسي الذي صنع لبلادنا فرادة تجربتها التنموية. إصلاح المنظومة التربويّة كان إنجازا استشرافيّا سبّاقا أعطاه الرئيس بن علي أولويّة لم تقل أهميّة عن عناوين الإصلاح الكبرى التي أنجزت منذ التغيير دون حياد عن الاختيار الوطني الذي قضى بأن يكون التعليم هو المجال الذي تخصّص له الدولة نسبة التمويل الأكبر في ميزانيّتها بل بتعميق لهذا الاختيار وبحث دائم على صيانة مكاسب التعليم التونسي عبر منظومة متكاملة من الإصلاحات. تفوّق هذه النخبة النيّرة من شباب تونس تؤكّد أيضا أن شبابنا الذي طالما راهن عليه الرئيس بن علي يبقى مصدر تفاؤل ورمز القدرة أرضنا على العطاء رغم كل ما يُرْصَدُ من تحوّلات اجتماعيّة وثقافيّة تأتي بمظاهر انحرافات لا يمكن أن تعكس كامل الصورة الشبابيّة الساعية بإصرار وثبات نحو صياغة توازنها رغم التحديات والمصاعب التي يستغلّها البعض تضخيما وإثارة للتشويه والإساءة. أحمد فراس المعالج، الشاذلي خماخم، سحر شقرون، ياسمين شطورو، يسر كمّون، يسري العمري، حمدي عبيد، يوسف اللومي، الأسعد السريوي، زهرة الفتوي، ميساء كمّون، كريمة المنيف، ألفة بوعزيز، نديم بوخدير محمد الجلاصي وأحمد بن بيّة.