حصر الشبهة في أحد المقيمين بالمركز بعد اختفائه المفاجئ الأسبوعي- القسم القضائي: لقي مهاجر تونسي في الثامن والخمسين من عمره يدعى العياشي السعيدي حتفه في الليلة الفاصلة بين يومي الثلاثاء والاربعاء الماضيين بمركز الإيواء «سيونزيي» (scionzier) الخاص بالمهاجرين الأفارقة وخاصة المنحدرين من بلدان شمال إفريقيا والكائن بمنطقة «هوت سافوا» (haute savoie) بعد استهدافه لعمل إجرامي فظيع تمثل في طعنه بواسطة سكين حين كان في بهو المركز متوجها من غرفته بالطابق الثالث إلى بيت الراحة. هذه الجريمة التي تلتها محاولة قتل مقيم آخر بالمكان أحدثت صدمة في نفوس حوالي 120 مقيما بمركز الإيواء خاصة أن عملية القتل تعتبر الأولى من نوعها التي يشهدها المركز منذ انبعاثه عام .1976 المشتبه به المحتمل كتب على ورقة عبارة «سأحضر حفل زفاف» وتركها على طاولة بغرفته الهالك يعيش في فرنسا منذ 37 سنة وهو العائل الوحيد لأربعة أبناء صدمة بين المقيمين بالمركز وقالت وسائل الإعلام الفرنسية نقلا عن بعض المقيمين بالمركز أن الهالك وهو أب لأربعة أبناء تتراوح أعمارهم بين 12 و22 سنة هاجر إلى فرنسا منذ سنة 1972 حيث كان يعمل بمؤسسة خاصة ولكن منذ إفلاس هذه الشركة تم إيواؤه بالمركز المذكور حيث عرف بين بقية المقيمين بطيبته وهدوئه وحبّه للمزاح. قال أحد رفاق الضحية: «كان شخصا هادئا... طيبا وما لم أفهمه هو كيف قتل في بهو المبيت» أما مختار وهو مقيم أيضا بالمركز منذ 1978 فقال: «العياشي سبقني إلى هذا المركز بنحو سنة أو سنتين... الكل هنا يعرفونه ويحترمونه... لقد صدمتنا وفاته بتلك الطريقة وأحزننا فراقه... الكل الآن تحت تأثير الصدمة... وأصبحنا نرفض مغادرة غرفنا خوفا من تكرّر السيناريو... سيناريو قتل صديقنا في بهو المبيت الذي لا يتجاوز عرضه المتر الواحد». طعن وفرار وحسب ما توفّر من معطيات لدى وسائل الإعلام الفرنسية فإن الضحية وبعد الانتهاء من أداء فريضة الصلاة داخل غرفته غادر باتجاه بيت الراحة في الأثناء فاجأه القاتل وهنا ذكر شاهد العيان الوحيد أنه سمع صوتا غريبا في البهو ففتح باب غرفته لاستجلاء الحقيقة ليفاجأ بشخص ملثّم يرتدي ملابس سوداء اللون جاثما فوق العياشي والأخير يصرخ بالعربية: «خليني رايض... خليني رايض...» «فصحت في القاتل وطلبت منه الكف عن ذبح الرجل» يتابع شاهد العيان قوله لإحدى الصحف الفرنسية: «فالتفت إليّ وخاطبني بالفرنسية: «أغلق الباب» ويقصد باب غرفتي وعندما لم أفعل هاجمني وطعنني في كتفي ثم فرّ من المكان فسارعت بطلب النجدة ثم اقتربت من العياشي لأعثر عليه مقتولا والدماء تنزف من عنقه...». العائل الوحيد لأسرته وفي ذات السياق تحدّث نور الدين (شقيق الهالك) الذي يقطن بمنطقة «أنيمسيان» الفرنسية لصحيفة محلية: «لقد جاء أخي منذ عام 1972 إلى فرنسا وهو الكافل الوحيد لأسرته المتركّبة من زوجة وأربعة أبناء بينهم ثلاث بنات». البحث عن مقيم بالمركز اختفى بعد المعاينة الموطنية أصدرت السلط القضائية ب«أناسي» )Annecy( إنابة عدلية لأعوان الأمن ب«شامبري» )Chambery( و«بون فيل» )Bonne ville( للبحث في ملابسات الجريمة الفظيعة التي حصلت وإيقاف مرتكبها وفي هذا الصدد رجّحت صحيفة فرنسية نقلا عن مقيمين بمركز الإيواء المذكور أن القاتل لن يكون غريبا عن المركز باعتباره نجح في قطع أسلاك الهاتف وصعد إلى الطابق الثالث من دون أن يثير تواجده أية شكوك. وأضافت أن أحد المقيمين الذي يتراوح عمره بين ال30 وال40 سنة ترك باب غرفته مفتوحا ووضع ورقة فوق الطاولة كتب عليها «سأحضر حفل زفاف» وكأنه كان يدرك أن أحدا سيفتح غرفته وهو ما اعتبره جلّ المقيمين محاولة من هذا الشخص للتضليل والتمويه. وذكر أحد المقيمين أن هذا الشخص يقيم بالمركز منذ نحو 3 أو 4 سنوات واعتاد المغادرة لفترات طويلة نسبيا. ويعمل المحققون حاليا على تعقّب هذا الشخص لإيقافه والتحرّي معه في الوقت الذي انتظم فيه موكب داخل المركز حضره 150 شخصا ندّدوا أثناءه بالجريمة. صابر المكشر للتعليق على هذا الموضوع: