بين السياسة والبيئة والاقتصاد والبيئة والتنمية والبيئة اكثر من رابط هذا على الاقل ما يكشفه تقرير البيئة العربي وهو اول تقرير عربي من نوعه كان اشبه بتشريح طبي لواقع البيئة العربي يرصد المخاطر البيئية المتفاقمة وتاثيراتها الخطيرة على الاقتصاد العربي الذي يخسر سنويا نحو خمسة في المائة من الناتج القومي بسبب التدهور البيئي وعدم تجاوز الميزانيات المخصصة للبيئة في اغلب الدول العربية واحد في المائة وهو الرقم الذي يعيد بالذاكرة الى حجم ما تنفقه الدول العربية على الابحاث والعلوم والذي لا يتجاوز في مجمله تلك النسبة ايضا بما يرجح ان ثقافة الاستفادة من التقارير والدراسات التي غالبا ما تستنفد الكثير من الجهود والاموال لم تدرج بعد ضمن اهتمامات او اولويات الاوساط الرسمية التي غالبا ما تتجه الى الاعتماد في خطابها السياسي على تلك التقارير التي تمجد انجازاتها وتتجاهل بذلك التقارير والدراسات التي تسلط الاضواء على مختلف المخاطر والتحديات التي يمكن ان تواجهها حاضرا ومستقبلا وتسقط بذلك فرصة الاستفادة مما يقدمه باحثون وخبراء واخصائيون عرب في مجالاتهم تماما كما كان الحال مع تقرير الاممالمتحدة للتنمية العربية الذي يبدو ان ما تضمنه من ابحاث ودراسات واحصائيات عن العالم العربي لم يثر القليل او الكثير من الاهتمام باستثناء بعض القراءات او المتابعات بين النخبة فان ذلك التقرير دخل طي النسيان الى درجة ان الحديث عن تقرير جديد للامم المتحدة عن التنمية في العالم العربي لم يعد واردا... وبالعودة الى تقرير البيئة العربي وهو التقرير الاول من نوعه الذي كان ثمار جهود سبعين باحثا من مختلف الدول العربية ان خمس عشرة دولة عربية من الاثنتين وعشرين تقع تحت خط الفقر المائي وانه من المتوقع ان تعاني الدول العربية ضغطا حادا بسب نقص المياه بحلول سنة 2025 بما يجعل للفرد اقل من 500 متر مكعب كل ذلك فيما يبقى المواطن العربي الاكثر استهلاكا للمبيدات الخطيرة عالميا وانه الاعلى عالميا ايضا من حيث تلويث الهواء حيث ينتج العالم العربي كل يوم 300 الف طن من النفايات الصلبة لا تتم في اغلب الاحيان معالجتها ويبلغ انتاج الرد الواحد من هذه النفايات 1.5 كيلوغرام يوميا. وكلفة التدهور البيئي ليست بالامر الذي يمكن تجاهله او الاستهانة به حيث تبلغ 5 في المائة من الناتج القومي وفي المقابل فان فاتورة التلوث الصحي الناتج عن وسائل النقل وحدها تبلغ 5 مليارات دولار سنويا. فلاحيا ايضا كشف التقرير ان التدهور البيئي دمر 34 بالمائة من الاراضي الزراعية المروية و76 بالمائة من الاراضي المطرية و83 بالمائة من اراضي المراعي فيما تبلغ خسائر العرب السنوية بسبب التصحر 5 مليارات دولار ولايتوقف الامر عند هذا الحد فقد حذر التقرير من الخطر الكيمياوي خاصة وان مليوني برميل من النفط تتسرب سنويا في الخليج من التنقل العادي للناقلات طبعا دون اعتبار للحوادث. اما فيما يتعلق بمخاطر ملاعب الغولف فتلك حكاية اخرى لم يغفلها التقرير الذي اشار الى ان كل ملعب للغولف يحتاج الى 1.3 مليون متر مكعب من المياه سنويا وهو ما يكفي لسد حاجيات 600 الف شخص وتوقع التقرير ان يتضاعف عدد ملاعب الغولف في منطقة الخليج الى اربعين ملعبا وحذر التقرير من ان اراضي واسعة في العالم العربي معرضة للتاكل وارتفاع مستوى البحر الذي قد يلتهم 15 في المائة من الاراضي الزراعية في منطقة دلتا النيل. وخلص التقرير الى ان مصير المنطقة العربية مهدد طالما ظل التدهور البيئي حاصلا... ولا شك انه عندما يشير التقرير الى ان ما يصرف على ميزانيات البحث العلمي في العالم العربي لا يتجاوز 0.2 بالمائة من الناتج القومي مقابل 1 في المائة لبرامج البيئة في العالم العربي فان الكثير من الغموض يزول ليتضح معه ان اسباب التدهور البيئي والاقتصادي والعلمي واحد وان المشهد الراهن قد لا يقبل الانفراج بدون ارادة فعلية لتفادي الاسوا ...