في عالم الموضة المتقلّب والسريع، تظلّ بعض الأفكار ثابتة وعابرة للزمن. ومن بين هذه الأفكار، يبرز شعار مصمّمة الأزياء الفرنسية الشهيرة كوكو شانيل: "الأناقة هي الرفض." قد يبدو هذا القول غامضًا في البداية، لكنّه في الواقع يحمل فلسفة عميقة تُلهم كل امرأة تبحث عن هوية أنيقة ومتفردة، وخاصة في السياق التونسي حيث تختلط الأصالة بالحداثة. ماذا تقصد شانيل ب"الرفض"؟ لم تكن كوكو شانيل تقصد الرفض بمعناه السلبي أو التمرد الفارغ، بل كانت تشير إلى القدرة على الاختيار والتمييز، أي أن تكون المرأة قادرة على قول "لا" لما هو زائد أو غير ضروري. فالأناقة، في نظرها، لا تعني ارتداء أغلى القطع أو أكثرها بهرجة، بل تعني التحرر من الإكراهات الجمالية وتبنّي البساطة الراقية التي تعبّر عن الشخصية بثقة وهدوء. البساطة عنوان الجمال عُرفت شانيل بأسلوبها البسيط والعملي، فهي من أخرجت النساء من الكورسيه وفساتين الطبقات، وقدّمت بدلة "التايور" النسائية الشهيرة، وأطلقت العطر الأسطوري Chanel N°5، وكلها قطع تُمثل ذوقًا متوازنًا يجمع بين الأنوثة والقوة. هذا التوجّه يُلهم الكثير من النساء التونسيات اليوم، اللواتي يُفضّلن الأناقة البسيطة في اللباس، خاصة في المناسبات، أو في اختيار قطع تتماشى مع نمط الحياة العملي من دون المبالغة. رسالة إلى كل امرأة تونسية في زمن كثرة الماركات وتأثير "الترندات"، تعود رسالة شانيل لتذكّرنا: "اختاري ما يُناسبك، وليس ما يُملى عليك." كوني حرة في ذوقك، ولا تخضعي لضغط التكلّف أو السعي وراء كل ما هو لامع. في النهاية، الأناقة ليست في ما ترتدينه، بل في كيفيّة ارتدائك له، وكيف تعبّرين عن نفسك من خلاله.