لمْ نتلقّ مطالب مجحفة أو غير معقولة من أحد! فضّل السيد بوبكر بن فرج مدير مهرجان قرطاج الدولي خلال اللقاء الصحفي الذي انتظم صباح أمس بالعاصمة حول الدورة الجديدة للمهرجان التي تنطلق يوم 09 جويلية القادم وتتواصل إلى 17 أوت عدم التعليق على مختلف الأخبار الرائجة حول أسباب تغيير مدير المهرجان السيد سمير بالحاج يحيى قبل فترة قصيرة من انطلاق الدورة الخامسة والأربعين للمهرجان كما أنه رفض الإفصاح عن الرقم الخاص بتكاليف الفنان "شارل آزنافور" رغم تكرار السؤال والإلحاح في معرفة هذا الرقم. تونس الصباح وكان تغيير مدير المهرجان حدثا مفاجئا تلقته الأوساط الإعلامية والثقافية باستغراب خاصة وأنه لم يرافقه الكشف عن الأسباب التي دعت وزارة الثقافة والمحافظة على التراث إلى الإقدام على هذا الإجراء الذي بدا عاجلا لاسيما وأن الفترة الفاصلة بين تغيير مدير المهرجان وانطلاقته تعتبر نسبيا قصيرة. كما كانت أخبار تكاليف حفل الفنان شارل آزنافور والتي وصلت حسب بعض التقديرات إلى قرابة المليار من المليمات التونسية قد طغت على باقي أخبار الدورة الخامسة والأربعين لمهرجان قرطاج الدولي. الموظف أو الجندي واكتفى السيد بوبكر بن فرج حينما وجه له السؤال حول تغيير مدير المهرجان وتكليفه بهذه المهمة بالقول أنه لم تقع استشارته حول الأمر وأنه حينما تم تكليفه بمواصلة الإشراف على الدورة الجديدة للمهرجان لم يعد له من هاجس سوى العمل على إنجاح مهمته مشددا على أنه في عمله مثله مثل بقية الموظفين عبارة عن جندي وليس له بالتالي أن يسأل عن أسباب التغيير الذي حدث على رأس إدارة مهرجان قرطاج الدولي. ولم ينف الأرقام التي وردت في الصحافة التونسية حول تكاليف حفل الفنان شارل آزنافور كما أنه لم يؤكدها واكتفى بالقول أن تكاليف الحفل مرتفعة معلّلا الأمر بقيمة الفنان شارل آزنافور. وقال في هذا الصدد أن شارل آزنافور فنان له مكانة كونيّة وأن تقديمه لعرض في مهرجان قرطاج الدولي حدث استثنائي يبقى في ذاكرة قرطاج وشدد على أن مهرجان قرطاج الدولي اكتسب سمعته مع مرور الأعوام بفضل مرور من أسماهم بعظماء الفن مضيفا في نفس السياق أنه لا يمكن أن نتجاهل كلفة العروض في العالم التي ما فتئت ترتفع مشبّها الأمر مثلا بتكاليف لعبة كرة القدم. وأفاد أن كلفة حفل شارل آزنافور لن تتسبب في اختلال موازنات المهرجان الذي يعتمد حسب قوله على الإستشهار ودعم المؤسسات الإقتصادية بالإضافة إلى منحة الوزارة ومداخيل التذاكر. غير أنه أفاد أن تذاكر الدخول إلى عرض آزنافور ستكون مرتفعة الثمن عما هو معمول به في عروض مهرجان قرطاج إلا أنه لم يحدّد ثمن التذكرة حيث قال أن الأمر مازال تحت الدراسة أما الإشتراكات فأمرها واضح فهي لا تخوّل لأصحابها الدخول لهذا العرض حسب نفس المصدر. وتم الحفاظ مقابل ذلك على نفس تسعيرات العام الماضي لكل العروض بما في ذلك عرض الفنانة وردة الجزائرية. مع التذكير أن ثمن التذاكر يتراوح عادة بين عشرة دنانير و30 دينارا. ونفى السيد بوبكر بن فرج بشدة أن يكون شارل آزنافور كبّل المهرجان بمطالب غير عادية أو غير معقولة وصرح أن كل شروط الرجل ذات علاقة مباشرة بظروف انجاح الحفل خاصة من الجانب التقني وأكد في نفس السياق أنه يقع التعامل مع هذا الفنان وفق المقاييس المتعارف عليها وأن شارل آزنافور له طريقته في العمل التي يحرص عليها مهما كان مكان العرض. العبدلية لم تتحمل المنافسة مع مسرح قرطاج الأثري وأكد مدير المهرجان من جهة أخرى خبر الإستغناء عن فضاء العبدلية بالمرسى لإقامة عدد من سهرات الدورة الجديدة لمهرجان قرطاج الدولي خلافا لما جرت عليه العادة في الدورات الأخيرة معلّلا الأمر بعجز الفضاء عن منافسة مسرح قرطاج الأثري معلنا أن السهرات التي كانت ستبرمج في قصر العبدلية بالمرسى ستقام خلال شهر رمضان كما أكد في نفس الإطار الغاء العروض السينمائية. وكان مدير المهرجان قد شدد في بداية حديثه بنفس المناسبة على الحرص على تشريك المبدع التونسي في المهرجان الأمر الذي جعله يواجه انتقادات حادة بخصوص ما وصف بتكريس نفس الأشخاص كما تم استنكار وجود الفنانة أمينة فاخت مثلا في المهرجان رغم افتقارها لأعمال فنية جديدة... وعلق على ذلك قائلا أنه مهرجان قرطاج وإن كان لا يقصي أحدا فهو يضع الفنان التونسي أمام مسؤوليته ويحذر من تجاهل هذه المسؤولية. جدير بالذكر أنّ الدورة الخامسة والأربعين لمهرجان قرطاج الدولي تتضمّن مجموعة من العروض المتنوّعة: التونسية والمغاربية والعربية والدولية (انظر البرنامج المفصّل). ويفتتح المهرجان بعرض تكريمي للراحل أبو القاسم الشابي بعنوان "الصباح الجديد". ويختتم رياض الفهري المهرجان بعرض " البساط الأحمر " بمشاركة الأركستر السمفوني بفيينا.