الممثل السينمائي الشاب لطفي العبدلي هو أحدث من اقتحم تجربة عرض الممثل الوحيد أو «الوان مان شو» في المسرح وذلك من خلال العرض المسرحي «صنع تونسي».. اما من الاسماء النسائية فان الممثلة وجيهة الجندوبي تعتبر الى حد الان اخر الوجوه النسائية التي اقدمت على خوض هذه التجربة وذلك بمسرحية «مدام كنزة» التي كتب نصها واخرجها المنصف ذويب.. ولكن قبل لطفي العبدلي ووجيهة الجندوبي هناك قائمة طويلة نسبيا بأسماء عديد المسرحيين الذين سبقوهما الى خوض هذه التجربة... تونس الصباح وهي قائمة تضم من بين ما تضم اسماء لممثلين ومسرحيين من اجيال مختلفة كبارا وشبانا ومخضرمين من امثال الفنان المسرحي محمد ادريس الذي قدم منذ أكثر من عشرين عاما عرض «حي المعلم» وكذلك الفنان المسرحي الراحل نور الدين عزيزة الذي قدم عرض «التربيع والتدوير» عن نص للكاتب عز الدين المدني.. مرورا بالممثل كمال التواتي الذي قدم «مرياح» وأحنا هكة» ورؤوف بن يغلان الذي قدم «مثلا» و«نعبر ولا نعبرشي» والنجم الكبير في هذا الصنف من العروض المسرحية الفنان الكوميدي الامين النهدي الذي قدم «المكي وزكية» و«السرودك».. ثم لاحقا سفيان الشعري وجعفر القاسمي.. وصولا الى لطفي العبدلي. اما القائمة النسائية في عروض «الوان مان شو» فانها بدورها تضم اسماء لممثلات من اجيال مختلفة تاتي على رأسهن الممثلة القديرة ناجية الورغي التي قدمت منذ ثمانينات القرن الماضي عديد العروض المسرحية في هذا الصنف نذكر من بينها «اليك يا معلمتي» و«حبق» و«حبّة رمان» وغيرها.. وهي اعمال مسرحية يقف وراءها زوجها الكاتب والمخرج المسرحي القدير نور الدين الورغي.. الممثلة المخضرمة ليلى الشابي هي ايضا من الأسماء النسائية التي خاضت تجربة «الوان ما شو» وذلك من خلال عملين على الأقل الاول بعنوان «مرافي حمام الرجال» والثاني بعنوان «ريحة الأنثى».. كذلك الشأن بالنسبة للممثلة المخضرمة منية الورتاني التي قدمت عرض عشيري التاسع».. وصولا الى وجبهة الجندوبي. مسرح... ومآرب اخرى! ولعل الناظر في مجمل هذه الاعمال والعروض المسرحية في صنف «الوان مان شو» سيقف وهو يحاول تبين طبيعة الدوافع التي ربما حدت بهذه الاسماء من المسرحيين الى خوض تجربة عرض «الوان مان شو» على حقيقة مفادها ان هذه الدوافع تبدو متنوعة ومتعددة وقد تختلف من ممثل الى آخر.. على أنها في مجملها لا تخرج عن «مأربين» اثنين: * إما تنويع التجربة واثراء الرصيد الفني والمسرحي. * أو حب البروز واستعجال النجاح وتحقيق النجومية.. فالفنان المسرحي محمد ادريس مثلا وهو يبادر منذ اكثر من عشرين عاما بخوض تجربة «الوان مان شو» من خلال مسرحية «حي المعلم» وذلك مباشرة بعد مسيرة مسرحية ناجحة في اطار مجموعة «المسرح الجديد» التي قدمت في ثمانينات القرن الماضي عديد المسرحيات الشهيرة مثل «العرس» و«غسالة النوادر» وغيرها لا نظنه كان يرمي من خلال خوضه لهذه التجربة الى تحقيق مآرب غير فنية وغير مسرحية.. وانما نظن انه لم يكن يهدف من وراء ذلك الا الى تنويع التجربة واثراء الرصيد الفني والمسرحي.. فالفنان محمد ادريس في ذلك التاريخ هو اسم علم في المشهد المسرحي في تونس شأنه في ذلك شأن الفاضل الجزيري والفاضل الجعايبي وجليلة بكار والمنصف السويسي وغيرهم ولم تكن تنقصه الشهرة ولا النجومية لكي يسعى الى تحقيقها من خلال خوض تجربة عروض «الوان مان شو».. وهو نفس الكلام الذي يمكن ان نقوله عن الفنان المسرحي الراحل نور الدين عزيزة والأمين النهدي وحتى كمال التواتي ربما .. بالمقابل يمكن اعتبار توجه بعض الممثلين سواء كانوا من الشبان او المخضرمين الى خوض تجربة «الوان مان شو» انه يعكس في جانب منه تهافتا ما ورغبة متسرّعة في البروز وتحقيق النجومية بأقصر السبل.. دون أن يعني ذلك الاستنقاص من موهبة وامكانيات بعض هؤلاء.. فالفنان المسرحي الشاب والمثقف والموهوب جعفر القاسمي مثلا وان يبدو وكأنه قد استعجل نسبيا خوض تجربة «الوان ما شو» فانه يبقى أحد ابرز الوجوه المسرحية الشابة والواعدة. ثم ان حقيقة ان تجربة «الوان مان شو» اصبحت تمثل لدى بعض المبتدئين وسيلة سهلة لتحقيق «النجومة» والانتشار تؤكدها ربما بوضوح ظاهرة ابتعاد بعض رموز الساحة المسرحية وعزوفهم عن خوضها على الرغم من اهليتهم المطلقة لخوضها.. من بين هؤلاء نذكر الفنان توفيق الجبالي وعبد القادر مقداد وجليلة بكار.. وغيرهم.