السيطرة على الحريق بعد ساعتين ونصف من انطلاق شرارته الأولى وتعقب مكامن النار تحت الرماد منعا لتجدد الحريق بنزرت - الصّباح: شب صباح أمس الاثنين في حدود الساعة التاسعة والنصف حريق بجزء من المقطع الأول من غابة الرمال امتد على مساحة هكتار تقريبا، وعلى مسافة تبعد حوالي نصف كيلومتر خلف المعهد الأعلى للصيد البحري وتربية الأحياء المائية، وعن مركز المضائف وسياحة الشباب، وقد تفطن بعض طلبة المعهد وأساتذته الى الحريق من خلال الرائحة والدخان، لتبادر ادارة المعهد باخطار الحماية المدنية في الحين، واتخاذ الاحتياطات والاستعدادات اللازمة ومنها تجهيز خراطيم المياه تحسبا لخطر امتداد الحريق في اتجاه المعهد. وحسب المعطيات التي استقتها «الصباح» على عين المكان، فان الاستراتيجية التي تم اعتمادها للسيطرة على النار واخمادها، وهو تطويق النار ودفعها في اتجاه البحر، ولأن الريح كانت «شرش» أي شمالية غربية وبسرعة تتراوح بين 50و60 كلم في الساعة، فقد تطلب ذلك كثيرا من الجهد تعزز لفترة من الوقت بتحول الريح الى غربية مما ساعد على حصر النار بين التلال الرملية في اتجاه البحر الذي تم ضخ الماء منه لمكافحة ألسنة اللهب. ولما عادت الريح شمالية غربية اصطدمت النار بتلك التلال الرملية التي اخذ بها الاطفائيون مواقعهم، فتمكنوا من السيطرة عليها واخمادها بعد حوالي ساعين ونصف من اشتعالها لتخلف وراءها أشجارا سوداء تعرت من اوراقها ولحائها، كالأكاسيا المنتشرة بكثرة في ذلك المقطع، وقد كان ذلك في نظر اهل الميدان من حسن الحظ اذ لم تمتد النار الى أشجار البندق والزقوقو. كما تم الى جانب ذلك استعمال الجرافات لانشاء ما يسمى بالطارد الناري المنع امتداد النار، اضافة الى الطوارد النارية المهيأة اصلا. والجدير بالذكر ان مصالح متعددة اسهمت في عملية الاطفاء منها الحماية المدنية والجيش الوطني وادارة الغابات ووحدة الاطفاء بشركة ستير اضافة الى تواجد اعوان الحرس الوطني بمنزل جميل ومعتمديي منزل جميل وجرزونة، وقد كانت الجهود مكثفة والقوى المعتمدة للسيطرة على الحريق كبيرة باشراف العقيد مراد طراد الذي لمسنا خلال متابعتنا لعملية الاطفاء اهتمامه بكل صغيرة وكبيرة، ومنها انتشار الاعوان والعملة عقب عملية اخماد النار بمواقع الحريق للقضاء على اي نار كامنة تحت الرماد يمكن ان تجدد الحريق الذي لم تعرف الى حد الآن اسبابه، وهو موضوع تبحث فيه السلط الامنية بالمنطقة. علما بأنه لم تسجل اصابات بشرية أو خسائر مادية باستثناء ما أتت عليه النار من النسيج الغابي.