تونس الصباح : رسالة جامعية هي الاولى من نوعها نوقشت مؤخرا في المعهد الوطني للشغل والدراسات الاجتماعية بتونس عن أنظمة التغطية الاجتماعية والتأمين على المرض.. وعن النظام الموحد "الكنام"بالنسبة لاكثرمن مليون و57 ألف تونسية وتونسي مقيمون بالخارج وعائلاتهم في تونس.. أعدها الاستاذ صالح حميدات مسؤول العلاقات الخارجية في الكنام تحت اشراف الاستاذين الناصر الغربي الرئيس المديرالعام للكنام (المؤطر المهني) وعبد الستار المولهي المديرالعام للمعهد الوطني للشغل والدراسات الاجتماعية (المؤطر العلمي).. صالح حميدات عرف فنانا موسيقيا لكنه في رسالة الماجستير هذه سلط الضوء على فسيفساء الانظمة الاجتماعية وأنظمة التأمين على المرض الدولية والتونسية.. وعلى مختلف صيغ استفادة التونسيين المهاجرين منها خلال إقامتهم في الخارج.. وأثناء عودتهم إلى تونس بصفة مؤقتة.. ثم عند عودتهم اليها نهائيا في مرحلة التقاعد.. وخصص البحث الجامعي حيزا مهما للتعريف بالمزايا الجديدة التي أدخلتها الاتفاقايات الثنائية في مجال الضمان الاجتماعي بين تونس و13 دولة 4 منها عربية هي ليبيا والجزائر والمغرب ومصر والبقية أوربية وهي فرنسا وبلجيكيا ولوكسمبروغ وهولندا والمانيا وايطاليا واسبانيا والنمسا والبرتغال.. فيما يتواصل التفاوض مع 9 دول أخرى.. مرحلة العودة المؤقتة عمليا ماذا يعني أن يشمل "الكنام" أكثر من مليون مهاجر تونسي؟ هل يعني ذلك أن بطاقة العلاج التونسية (من نوع "الكنام") صالحة في فرنسا أيضا مثلا؟ الاجابة التي قدمها البحث تؤكد أن العكس هو الصحيح.. فالبطاقة التونسية صالحة في تونس فقط.. ولا مجال لمقارنتها برخصة السياقة التونسية مثلا التي تعترف بها عدة بلدان أوربية منها فرنسا.. لكن "الجديد والمهم جدا" حسب السيد صالح حميدات هو أن الاتفاقيات التي أبرمتها تونس مع تلك الدول ال13 ضمنت الحقوق الاجتماعية للعمال القانونيين في المهجر.. مع مؤسساتهم المشغلة ومع الصناديق الاجتماعية فيها.. في نفس الوقت ضمنت هذه الاتفاقيات تغطية "الكنام" لعائلات العمال المهاجرين بتونس.. وللمهاجرين أنفسهم في فترة الاقامة المؤقتة بتونس خلال عودتهم الى مواطنهم مرة أو أكثرفي السنة.. في صورة اصابة المهاجر بمرض.. ففي هذه الحالة يمكن للمهاجر استرجاع مصاريف العلاج في تونس من "الكنام" الذي يسترجع مقابل ذلك لاحقا من صندوق التأمين الاجنبي.. لكن على المهاجر ان يستحضر معه ما يثبت انخراطه في نظام اجنبي ووثائق اخرى مصاحبة.. بعد العودة النهائية وبعد عودة المهاجر نهائيا إلى تونس.. يمكنه "الكنام" على ضوء الاتفاقيات الجديدة من التمتع بالتغطية على التأمين على المرض من "الكنام" التونسي طوال مرحلة التقاعد.. كما يمكن لعائلته ان كانت لا تقيم بصفة دائمة في الخارج أن تتمتع بنفس الحقوق قبل التقاعد وبعده.. لكن التونسي المقيم في الخارج بصفة دائمة فيكون خاضعا لاتفاقية اجتماعية مع البلد الذي يستضيفه.. وفق أنظمة عديدة أوضحها القانون في نصوص ترتيبية وخصص الباحث في رسالته الجامعية مساحة هائلة لتفصيلها.. بلدان معها اتفاقيات خاصة بالتقاعد وضمن فسيفساء الانظمة الاجتماعية أوضح الاستاذ صالح حميدات أن عشرات الالاف من العمال التونسيين في الخارج يقيمون في بلدان ليس لتونس معها اتفاقيات اجتماعية اولها شرائح غير معنية بالاتفاقيات المبرمة.. ففي النمسا مثلا فانه رغم وجود اتفاقية فانها لا تغطي جانب التأمين على المرض خلال فترة النشاط بل تشمل التغطية الصحية بالنسبة للمتقاعدين فقط.. والجديد ان العمال المهاجرين يحق لهم وفق هذا النظام الانخراط بنظام العملة التونسيين بالخارج لضمان تغطية صحية خلال فترة النشاط أيضا.. ورغم الصبغة التقنية المعقدة للرسالة الجامعية فقد قدمت تساؤلات واقتراحات لتدراك النقائص الكثيرة التي لا تزال قائمة في نظام التأمين على المرض بالنسبة لاكثرمن مليون مهاجروأفراد عائلتهم المستقرين بتونس..