تونس الصباح منافسة شرسة يعاني منها يوميا ودون هوادة اصحاب سيارات التاكسي السياحي جراء تطفل وكالات كراء السيارات وحافلات النزل وحتى سيارات التاكسي الصفراء على القطاع.. اذ انهم اصبحوا يتسابقون لنقل السياح من المطارات نحو وجهاتهم دون وجه حق تاركين اصحاب المهنة الحقيقيين في المؤخرة. عن هذه الوضعية الخانقة حدثنا السيد محمد علي العبيدي رئيس نقابة التاكسي السياحي وذكر ان القطاع مهدد بالانقراض جراء تلك المنافسة ودعا لتكثيف المراقبة للحد من تجاوزات المخالفين. وبين العبيدي الذي التقيناه امام باب مطار تونسقرطاج وهو قابع تحت الشمس ينتظر قدوم حرفاء «اننا نختنق».. وفسر اصحاب أزمة قطاع التاكسي السياحي بان الكثير من وكالات كراء السيارات اصبحت تقوم بدور النقل السياحي.. فهي تتولى تسويغ سياراتها مع سواق الى السواح الذين يريدون التنقل من المطارات الى مدن سياحية اخرى وجهة اخرى يرغبون فيها. وذكر محدثنا ان هذه السيارات لا تستجيب لشروط التاكسي السياحي والنقل السياحي عموما فهي سيارات عادية واوضح انه لا يمكن كراء سيارة بسائق الا اذا كانت هذه السيارة فاخرة وقوتها اكثر من سبعة خيول ولكن سيارات وكالات كراء السيارات هي من صنف ب.. وبذلك لا يحق لهم نقل السياح.. كما ان سواقها غير مؤهلين للقيام بنقل السياح..! وتحدّث رئيس نقابة التاكسي السياحي عن معضلة اخرى لا تقل أهمية وبين ان القطاع يعاني ايضا من منافسة الحافلات السياحية وحافلات النزل ولئن كان لهذه الحافلات الحق في نقل السياح.. فان الدعوة الى الحد من المنافسة غير المشروعة اصبحت أمرا مؤكدا.. والملاحظ في هذا الصدد ان عددا من الادلاء السياحيين يدخلون بهو المطار بتعلة استقبال السياح المكلفين بنقلهم.. لكنهم يتصيّدون غيرهم من القاصدين نفس الوجهة مقابل قبض معاليم اضافية. ونظرا لان سواق التاكسي السياحي مطالبون بالمكوث في سياراتهم امام بوابات المطارات.. ونظرا لان علامات الاشارة الى محطات التاكسي السياحي موضوعة في جل المطارات التونسية في مكان غير واضح للعيان بالكيفية المطلوبة فان السائح الاجنبي يمتطي اي حافلة سياحية او اي وسيلة نقل أخرى تنقله الى وجهته. ومن بين هذه الوسائل الاخرى نجد سيارات التاكسي العادية، وحتى السيارات الفردية.. فقد لوحظ ان هناك العديد من اصحاب السيارات الخاصة يتوجهون الى المطارات ويتصيدون السياح ويطلبون معاليم مالية كبيرة وهو أمر يسيء الى القطاع..