بين تقديم التبرّعات الغذائية والمساعدات الإنسانية للبلدان الفقيرة أو الإستثمار الزراعي الدائم لمعالجة مشكلة المجاعة اختارت مجموعة الثمانية التي أنهت أعمالها في احدى المدن الإيطالية تعزيز الإستثمار الزراعي لفائدة ما يزيد عن مليار نسمة تعاني من سوء التغذية وذلك بتوفير 15 مليار دولار على امتداد ثلاث سنوات لزيادة إنتاج الغذاء وضمان التنمية الزراعية الدائمة والتقليص من حدّة المجاعة في العالم. ويعتبر هذا القرار الصادر عن الدول الغنية في نظر المراقبين تحوّلا جوهريا في مسألة معالجة أزمة الغذاء العالمية بالتركيز مستقبلا على زيادة الإنتاج الفلاحي للدول الفقيرة بدل مدّها بالمساعدات الغذائية المباشرة. لقد اتضح أنّ الجوع له عواقب اجتماعية وخيمة في البلدان الفقيرة زادتها تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية حدّة وتدهورا. وهذا الواقع الصّعب الذي يعيشه أكثر من مليار نسمة على هذا الكوكب يستدعي من الدول الغنية الإلتزام بتعهّداتها لسدّ الطريق أمام كل أشكال العنف والتوتّر الاجتماعي لمن يعيشون تحت عتبة الفقر.