تونس - الصّباح: مشاكل في الأسبوع الأوّل من الزواج، اضطرابات نفسية قد تنتهي بطلاق خلال الأشهر الأولى من الزواج هذا ما تتسم به مؤسسة الزواج في تونس أو على الأقل نسبة واسعة منها. لمثل هذه الحالات وغيرها جاءت فكرة الإحاطة النفسية للمقبلين على الزواج، الهدف: تأهيل الشباب لدخول الحياة الزوجية بوعي وادراك لمعني الأسرة المشتركة وللمتطلبات الأساسية للزواج. «أؤيد فكرة تأهيل الفتاة نفسيا قبل الزواج، زوجة المستقبل لا تعي جيدا اقدامها على حياة جديدة وما تنطوي عليه هذه الحياة من حقوق وواجبات. ومثل هذه الإحاطة تعد هامة لدخول حياة زوجية بوعي وادراك لمعنى الأسرة المشتركة هذا ما تؤكده هالة (طالبة) ويذهب الى تأييدها في ذلك سامي (موظف) حيث يرى «أن الإحاطة النفسية قبل الزواج قد تساعد على رفع مستوى الانسجام بين الطرفين خاصة اذا كانت تحت اشراف اخصائيين من ذوي الكفاءة والاطلاع والتجربة باعتبار أن ما ينقص أي مقبل على مثل هذه التجربة هو حسن التوجيه ليبدأ حياته بخطى ثابتة». قد يصطدم الزوجان بمشاكل في الأسبوع الأول أو الشهر الأول من الزواج وذلك لجهلهم كيفية التعامل مع مشاكل كان يكفي لحلها زاد معرفي قليل. لذا ترى (إيمان) أستاذة جامعية أنه لا بد من حملات مكثفة تستهدف توعية الراغبين في الزواج، فكل مقبل على هذه التجربة يواجه صراعا داخليا خاصة مع ارتفاع نسب الطلاق اليوم مما يدعم ضرورة اخضاع الشباب لدورات تأهيلية مكثفة لذا فتفعيل جانب الاحاطة النفسية هو حاجة ملحة لإكسابهم معرفة قد تكون غائبة عنهم». والإحاطة النفسية قبل الزواج هي دورة تكوينية علمية يقدمها متخصصون في كيفية التعامل مع الآخر لبناء علاقة زوجية تقوم على الألفة والحوار الهادئ والهدف منها التوعية والتثقيف في أمور الحياة الزوجية. ومن هذه الدورات التكوينية التظاهرة التي نظمتها مؤخرا اللجنة الجهوية للجمعية التونسية للأمهات بصفاقس لفائدة المقبلين على الزواج تحت عنوان «من أجل بيت سعيد» وقد شهدت هذه التظاهرة اقبالا كبيرا من الشباب المقبل على الزواج. أسماء بن طالب الاخصائية النفسانية بالديوان الوطني للأسرة والعمران البشري تعتبر «أن الإحاطة النفسية قبل الزواج هي تقنية من تقنيات الاتصال التي تدفع بكل الطرفين المقبلين على الزواج إلى استكشاف ذاتهم والاطلاع على الجانب الخاص بالآخر مشيرة إلى أن عملية التأهيل في حد ذاتها هي جلسة مع اخصائي نفساني ومع طرفين أو عدة أطراف مقبلة على الزواج تدوم قرابة الساعة يقع من خلالها ابلاغهم بكيفية التعامل والتعايش مع الآخر، فالعلاقة الزوجية هي أساسا علاقة تكامل لذا يقع الحرص في عملية التأهيل على تفعيل مبدإ المشاركة وبنفس النسبة في اتخاذ القرار إلى جانب تدعيم فكرة المسؤولية المشتركة واحترام الشخص الآخر.» من أجل أسرة سليمة يكمن الهدف الأساسي من الإحاطة النفسية قبل الزواج في التوعية من أجل بناء أسرة سليمة تشرع مبدأ الحوار للهروب من خطر الطلاق بسبب قلة الدراية بمفهوم الزواج ومتطلباته. وفي هذا الشأن يقول السيد: أحمد عبد الناظر عضو المكتب الوطني لمنظمة التربية والأسرة «بالتعاون مع وزارة شؤون المرأة والأسرة والطفولة والمسنين وضعت المنظمة برنامجا لإعداد الشباب للحياة الزوجية يهدف أساسا إلى تمكين الشباب من معلومات ومعطيات في مجالات الصحة العائلية والتواجد الأسري والتوازن النفسي تساعدهم على بناء أسرة سليمة ليسودها الحوار والتفاهم والاستقرار إلى جانب ترسيخ مبادئ الأسرة الفاعلة إيجابيا في المجتمع والقادرة على تأدية وظائفها في اطار الحوار واحترام الآخر.» مضيفا أن المنظمة انطلقت في تنفيذ هذه الخطة من خلال تنظيمها لعدد من الأنشطة وحلقات الحوار مع الطلبة من الجنسين المقيمين بمبيتات المنظمة في العديد من المدن التونسية كما أنها تستعد لاصدار وثائق ومدعمات تحسيسية واعلامية وتثقيفية تعتمد كمراجع للشباب المقبلين على الزواج مشيرا إلى أنه «تبين من خلال الأنشطة التي تقدمها المنظمة أن الموضوع والمبادرة تستهوي الشباب وتستجيب إلى بعض تطلعاتهم والمنظمة حريصة على تطوير أساليب ومناهج هذا البرنامج حتى يكون أكثر ملاءمة وأكثر استجابة لخصوصيات هذه الفئة الهامة من المجتمع.» وعن المواضيع التي تركز عليها هذه اللقاءات مع الشباب أفادنا السيد أحمد عبد الناظر أن الحوار داخل الأسرة وضرورة الاستعداد النفسي للزواج وبناء الأسرة إلى جانب الحرص على تكريس مبدإ الاحترام المتبادل بين الزوجين وبين الأولياء في مرحلة لاحقة هي من أهم المواضيع التي تم التطرق إليها.