تونس- الصباح أحيل أمس على انظار محكمة تونس ثلاثة متهمين تورطوا في جريمة قتل جدت يوم 2 ماي 2008 بجهة شواط بطبربة وثبت تورط متهم رابع معهم شاركهم في الجريمة أحيل على قاضي الاطفال لأنه حدث وأجلت المحكمة القضية الى شهر اكتوبر 2009. الضحية في هذه القضية كهل من مواليد 1964 ويدعى منصف الغرياني أب لثلاثة اطفال كان نجح بعد جهد وبحث طويلين في العثور على عمل كحارس بمصنع علف بجهة شواط ليلا، كان المسكين راضيا وسعيدا بوضعيته الاجتماعية الصعبة ولكن تلك السعادة لم تدم طويلا. تخطيط محكم للجريمة يوم الواقعة التقى أربعة شبان وبعد أن استولوا على آلات ري من احدى الضيعات الفلاحية بجهة طبربة عقدوا جلسة خمرية ثم خامرتهم فكرة ارتكاب سرقة من مصنع العلف الذي يعمل به المنصف بحثا عن الاموال وحوالي الحادية عشرة ليلا توجه الجناة الاربعة الى المصنع فتكفل إثنان منهم بخلع مقر إدارة المصنع واستولوا من داخله على مبلغ مالي هام (قرابة ال 7 آلاف دينار) فيما تولى الإثنان الاخران مباغتة الحارس وتطويق رقبته وخنقه وليتأكدا من موته قام أحدهما بتمزيق «مريول خلعة» الى نصفين: نصف لشد وثاق ضحيتهما به والنصف الآخر لفاه حول رقبته وضغطا عليه بقوة حتى لفظ المسكين انفاسه الاخيرة ثم غادر جميعهم المكان ومن الغد اكتشف صاحب المصنع حارسه جثة هامدة فإتصل بمركز الأمن بطبربة وانطلق البحث ونجح الأعوان في ايقاف الجناة الذين اعترفوا بالقتل والسرقة كما تأيدت ادانتهم بنتيجة التشريح الطبي الذي أفاد أن موت الهالك ناتج عن الخنق. زوجة الهالك تستغيث وفي أروقة المحكمة التقيت بزوجة الضحية منصف الغرياني وكانت تبدو عليها آثار الحزن الشديد على مصرع زوجها الذي مات غدرا وقالت: ما يحزنني أن زوجي طيلة الفترة التي عاشها لم يؤذ أحدا ولكن أولائك المنحرفين قتلوه ودمروا حياتي وتركوني أعاني مصاعب الحياة لوحدي ومصاريف ثلاثة أبناء أعمارهم بين ال 17 و15 سنة بالاضافة الى بنية عمرها 5 سنوات فزوجي الذي عمل بمصنع العلف طيلة 5 سنوات لم يكن يتمتع بتغطية اجتماعية اذ أنه لم يكن مرسما في عمله ولكن أملي كبير في القضاء التونسي الذي سيمكنني حتما من استرجاع حقوق زوجي المادية والمعنوية.