سيدي بوزيد - الأسبوعي - القسم القضائي انقلبت فجأة الزغاريد والفرحة المنبعثة من منزل إحدى العائلات بالرقاب من ولاية سيدي بوزيد فجر أمس الى صرخات وعويل إثر الفاجعة التي جدت على الطريق الرابطة بين منزلي عائلتي العروسين أثناء موكب الحنة وخلفت ثمانية قتلى على عين المكان وتسعة جرحى إصابات أربعة منهم خطيرة ووصفت حالتهم بالحرجة إضافة لإصابة ما بين عشرة الى عشرين شخصا بحالات الهلع والإغماء. حالة الصدمة خيّمت على الجهة كامل يوم أمس.. الجميع في حالة ذهول.. الحزن يلف قلوبهم من هول الفاجعة ..ثلاثة من أشقاء العريس قتلوا في الحادث.. عمّ العروس أيضا قتل.. صديق العريس قتل..زوجان قتلا.. ممرضة بمصحة خاصة قتلت.. طفل في التاسعة من بين القتلى وامرأة مجهولة الهوية قتلت أيضا هذا الحادث المريع بينما يصارع أربعة آخرون الموت بالمستشفى الجامعي بصفاقس من بينهم طالب وطفل ومراهقة. وقع الصدمة كان عنيفا جدا على أهالي وأقارب الضحايا والمصابين.. المستشفى المحلي بالرقاب تحول منذ الساعات الاولى من يوم أمس قبلة الجميع.. العشرات إن لم نقل المئات تجمعوا أمام المستشفى ..ما بين عشرة الى عشرين شخصا منهم أغمي عليهم من قوة الصدمة. «الأسبوعي» اتصلت بمصادر عديدة بحثا عن الحقيقة ..بحثا عن التفاصيل فكانت التفاصيل المؤلمة.. المأساوية التالية: الهدوء الذي سبق الكارثة قبل دقائق من منتصف الليلة الفاصلة بين يومي السبت والاحد كان الهدوء يخيم على مدينة الرقاب فيما بعض المنازل تشهد حفلات أعراس.. وفجأة قطعت أصوات منبهات سيارات بعض الاهالي الهدوء أثناء موكب حنّة أحد أبناء الجهة وما هي إلا دقائق حتى تسمّر كل من كان على الطريق.. على الرصيف.. أمام المحلات في أماكنهم.. وفسح المجال لسيارات الاسعاف والحماية المدنية والحرس الوطني.. الكل في حيرة.. الكل يتساءل.. ماذا جرى؟ وسريعا ما جاءت الإجابة.. حادث مرور فظيع على طريق صفاقس على بعد كيلومتر واحد من مدينة الرقاب تمثل في اصطدام عنيف جدا بين شاحنة ثقيلة وسيارتين أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص على عين المكان. مجاوزة ممنوعة وذكر شاهد عيان «للأسبوعي» أن اثنين من الضحايا فصل رأساهما عن جسديهما بينما لحقت عدة تشوهات فظيعة ببقية الجثث.. ووصف شاهد عيان آخر المشهد على الطريق ب«المجزرة» وهو يشاهد عددا كبيرا من القتلى والجرحى على الاسفلت وبعض الاشلاء البشرية متناثرة هنا وهناك. وذكر ثالث أن شاحنة خفيفة تحولت الى كوم من الحديد. من جانبها ذكرت مصادر أخرى أن الحادث هو ناجم عن مجاوزة ممنوعة قام بها سائق شاحنة خفيفة لنحو 14 سيارة متالية تسببت في اصطدام شاحنة ثقيلة بالشاحنة الخفيفة وسيارة وهو ما أدى الى مقتل ثمانية أشخاص على عين المكان وإصابة تسعة آخرين بجروح متفاوتة وصفت بعضها بالخطيرة. مشهد فظيع وعلى جناح السرعة هرعت سيارات الاسعاف التابعة لمستشفيات الرقاب والمكناسي والمزونة وسيدي بوزيد والحماية المدنية والحرس الوطني والشرطة الى موقع الحادث لتقديم الاسعافات الاولية للجرحى ونقل خمسة منهم وهم إيناس الكحولي (15 سنة) مصابة في الظهر والصدر والكتف وعفاف الكحولي (مصابة بكسر مضاعف في اليدين) وحكيمة الكحولي (مصابة بكسر في الذراع الايمن) ونزار السليمي (مصاب في القفص الصدري) ودلندة بوعلاقي (مصابة في الكتف والظهر وبكسر في الحوض - الى المستشفى الجهوي بسيدي بوزيد فيما نقل أربعة آخرون - من بينهم طالب يدعى محمد الكحولي (مصاب بنزيف داخلي وكدم في الرأس) وسوار الخليفي (16 سنة) مصابة في القفص الصدري والظهر إضافة لطفل يشكو من ارتجاج في المخ وبنية تعاني من اصابات بليغة الى المستشفى الجامعي بصفاقس. وتلقى عدد آخر ممن وصفت إصاباتهم بالطفيفة الاسعافات الاولية سواء ميدانيا (على عين المكان) أو بمستشفى الرقاب الذي جند ثلاثة أطباء وفريق من الممرضين لاستقبال الجرحى والمصابين بحالات هلع أو إغماء. إيقاف سائق الشاحنة الثقيلة من جانب آخر تحولت السلط الجهوية والمحلية وعلى رأسها والي سيدي بوزيد ومعتمد الرقاب الى موقع الحادث لمتابعة سير عمليات الاسعاف ومواساة المصابين وأهالي الضحايا فيما فتح أعوان حرس المرور بحثا في الحادث لكشف أسباب وقوعه وتحديد المسؤوليات. وفي هذا الاطار علمنا أن النيابة العمومية بابتدائية سيدي بوزيد أذنت بإيقاف سائق الشاحنة الثقيلة على ذمة الأبحاث. صابر المكشر