تونس الصباح: في ورقة سابقة (انظر «الصباح» بتاريخ الاحد 2 أوت) عرضنا الى بعض «القضايا» والخلافات التي طفت على الساحة الثقافية وطبعت المشهد في بعض المهرجانات الصيفية. وتناقلتها لا فقط الالسن بل وايضا وصل صداها حتى الى اروقة المحاكم ومصالح سلطة الاشراف ممثلة في وزارة الثقافة والمحافظة على التراث وهيئات التنظيم لهذا المهرجان الصيفي او ذاك.. وقد تساءلنا في الورقة السابقة عما اذا كان لارتفاع درجة الحرارة مثلا دور في بروز مثل هذه الخلافات و«القضايا» اعتبارا لما يسببه مثل هذا الارتفاع من تشنج للاعصاب فان ما سنعرض له اليوم في هذه الورقة من «قضايا» وخلافات جديدة طرأت كان مسرحها كالعادة المهرجانات الصيفية ليدل على انه لا علاقة على ما يبدو للطقس وحرارته بالموضوع وان «الحكاية ومافيها» ذات علاقة اما بالمسألة المالية او بالانضباط والالتزام بما تنص عليه العقود الموقعة بين هذا الطرف وذاك.. فتّش عن المال! ابن الفنانة «وردة» مثلا (رياض) وهو الذي يتولى في نفس الوقت خطة مدير اعمالها كاد يتسبب في اشكال للجهة المنظمة لحفل والدته الفنانة وردة في اطار مهرجان قرطاج الدولي بتاريخ الثلاثاء 28 جويلية الماضي وذلك عندما اصر على ان يتسلم ليلة قبل الحفل بقية مستحقات والدته المالية وذلك بخلاف ما ينص عليه العقد المبرم بين الجهة المنظمة للحفل والفنانة «وردة» ذلك ان المفروض ان تتسلم الفنانة «وردة» القسط الثاني من «الكاشي» مباشرة اثر نهاية الحفل. ولكن ابنها اصر على ان يتم ذلك يوما كاملا قبل انتظام الحفل.. ربما اعتبارا للحالة الصحية التي كانت عليها والدته.. علما بأن وعكة صحية ألمت بالفعل بالفنانة «وردة» ساعات قليلة فقط قبل انطلاق حفلها!!! وقد تجاوزتها ولله الحمد بسلام والا فان الجهة المنظمة للحفل كانت ستجد نفسها في اشكال لا فقط تنظيمي بل وايضا مالي اعتبارا لان الفنانة «وردة» والاصح ابنها كان قد تسلم مبلغ «الكاشي» كاملا ولا نظن انه كان سيقبل بارجاع نصفه مثلا الى الجهة المنظمة لو ان الحفل لم يتم لسبب او لاخر... فتش عن الغرور! «قضية» اخرى يبدو ان منطلقاتها ذات علاقة بعامل «الغرور» وليس بعامل المال هذه المرة.. اما اطراف هذه «القضية» او هذا الخلاف فهم من جهة فنانان شابان من الجيل الجديد الذي بدأ يفرض نفسه ويقول «كلمته» سواء في مجال الغناء او في التمثيل وهيئات تنظيمية لبعض المهرجانات من جهة اخرى ... فالفنان الشاب «نور شيبة» طرأ بينه وبين هيئة مهرجان بنزرت اشكال ترددت اصداؤه بين جماهير هذا المهرجان.. اشكال وان بدا ماليا في ظاهره فهو يعكس ايضا في جانب منه شكلا من اشكال «الحسابات الخاطئة» نتيجة بعض النجاح الذي تحقق لهذا الجيل من الفنانين.. فنور شيبة لم يتردد في الانسحاب دون سابق اعلام من حفل كان سيحييه في اطار مهرجان بنزرت لمجرد انه «استصغر» لاحقا مبلغ «الكاشي» الذي كان سيتقاضاه مقابل الحفل.. وهو مبلغ تقول ادارة المهرجان انه وقع الاتفاق عليه مع نور شيبة نفسه! اما الممثل الشاب لطفي العبدلي فقد وجد نفسه يواجه «معضلة» حقيقية ستؤثر بالتأكيد على شعبيته وحب الناس له وذلك بعد ان عدلت هيئة ادارة مهرجان مدنين عن برمجة عرضه المسرحي «مايد ان تونيزيا» وذلك بسبب ما قيل عن انه صرح بما يفهم منه استهزاءه بأهل الجنوب(!!!) المعروف عن لطفي العبدلي في جميع اعماله وظهوره الاعلامي انه استفزازي حتى النخاع.. وبالتالي رد فعل مهرجان مدنين قد يكون غير صائب في الغائه الحفل.. ذلك ان لطفي العبدلي وان ليس له الحق اخلاقيا في «الاستهزاء» بأية جهة من جهات تونس او من الخارج فله كامل الحق فنيا في التعبير بكل حرية عما يراه ويشعر به.. فهكذا تبنى تعددية وجهات النظر.