من السّهرات التي حقّقت نجاحا جماهيريا وربما أكثر حتى من المتوقع في المهرجان الصيفي بباجة سهرة الفنان نور شيبة. فقد استقطبت السهرة جمهورا كبيرا تفاعل بامتياز مع العرض الذي كان نور شيبة قد قال عنه وهو يغادر الركح كالآتي: "يوم 26 جويلية 2012 الموافق ل 7 من شهر رمضان عام 1433 سيظل منقوشا على ذاكرتي لأنه لم يكن ذكرى عيد ميلادي فحسب بل لأنه سيظل ذكرى جميلة لميلاد علاقة حب ووفاء بيني وبين جمهور باجة الذي فاجأني بالحضور المكثف والحفاوة البالغة واللياقة العالية والذوق الرفيع.. ". كان العرض قد امتد على مدى ساعتين ونصف الساعة دون انقطاع رغم الخلل في التوصيلات الكهربائية الذي يتكرر للمرة الثانية خلال هذه الدورة بالملعب الأولمبي لكرة القدم أين تفاجأ " مولى العكاز " بحضور جماهيري قياسي تجاوز الخمسة آلاف متفرج من كل الشرائح العمرية ومن كامل أرجاء المدينة وأطرافها والمناطق المجاورة. لقد غصت بهم مدارج الملعب ولم يكن يخطر ببال نور شيبة أن يردد له الحضور أغنية عيد الميلاد احتفاء بذكرى ميلاده التي تصادف تاريخ الحفل لذلك ازداد حماسه وحلق عاليا مع " طير الحمام " و عاش حالة من الانسجام التام مع فرقته ومع جمهوره قلّب من خلالها أركان ذاكرته فلم يترك قديما ولا جديدا إلا وقدّمه بنوع من الانتشاء والمتعة. غنى بشراهة كما لم يغن قَطُّ وكانه يثأر لكل فضاء مقفر ومن كل مهرجان لم يدْعُه لاعتلاء ركحه. خلق نور شيبة في حفله حالة فنية على الركح وعلى المدارج وأحدث ضربا من ضروب " التخميرة " الفنية كان التناغم فيها تفاعليا دون إسفاف أو تملق فكل ما توجه به الفنان للحضور من عبارات التغني بباجة وأهلها وجميع خيراتها لم يكن إلا ردا على الصورة الجميلة التي وجد عليها التنظيم والفضاء والجمهور والتي كانت مفاجأة سارة له كما لم يكن كل ما توجه به الجمهور للفنان من حفاوة استقبال وتفاعل مع أغانيه إلا انعكاسا حقيقيا لما وجده في هذا الفنان من خفة روح وأناقة في الأداء لنوع من التراث يترجم عن أعماق الشخصية الفنية للجهة باعتبار أن ما يتداوله هذا الفنان من أغان تراثية مهذبة يمثل بشكل من الأشكال جزءا مهما من المخزون الفني الذي تحتفظ به الذاكرة الشعبية في العديد من المناطق بالشمال الغربي. يمكننا ان نقول إن جزءا كبيرا من الجمهور وجد صورته الحقيقية في عرض نور شيبة لذلك كانت السهرة ناجحة بكل المقاييس ما عدا الجانب المالي إذ لم تتجاوز المداخيل 4800 دينار ما أدخل الشك والريبة لدى الهيئة وتم حتى تبادل التهم وقد صرّح لنا الكاتب العام للمهرجان أنه لم يمارس سلطاته منذ انطلاق المهرجان وهو يدعو إلى اجتماع داخلي منذ أكثر من 4 أيام ولا من مجيب. و تجدر الإشارة إلى أنه وبسبب عدم استعداد الهيئة ماديا تم تأجيل سهرة لمين النهدي إلى اليوم 02 أوت الجاري عوضا عن يوم 28 جويلية المنقضي.