تونس الصباح: علمت "الصباح" أنه يتم حاليا صلب وزارة الشباب والرياضة والتربية البدنية العمل على إنجاز مشروع بوابة عصرية تفاعلية موجهة للشباب. تهدف أساسا إلى مخاطبة الشباب التونسي الكترونيا وحفزه على المشاركة أكثر في الحوار وخاصة في الحياة العامة على غرار المشاركة السياسية، والجمعياتية. ومن المقرر أن يكون المشروع جاهزا خلال الفترة القليلة المقبلة. وأفاد مصدر مطلع ل"الصباح" أن مشروع البوابة بلغ أشواطا متقدمة، بعد ان تم تكليف لجنة للغرض تتولى الاشراف على إنجاز المشروع تقنيا وإعلاميا وصياغة المحتوى الرقمي للبوابة. وذلك بالاستعانة بخبراء وكفاءات تونسية في المجال. ويعتبر مشروع البوابة الالكترونية الموجهة للشباب والذي يتنزل في إطار الاستراتيجية الشبابية 2009-2014 إحدى أبرز الاليات المقترحة لمزيد الاحاطة بشريحة الشباب عبر خلق أداة تواصل عصرية تسهم في حفز أكبر نسبة ممكنة منها على المشاركة في الحياة العامة، وتثقيفه سياسيا واجتماعيا. خاصة وأن أحدث الاحصائيات تشير إلى تنامي ظاهرة عزوف الشباب التونسي عن المشاركة في الحياة العامة، فضلا عن ضعف مشاركته في الانتخابات وانتمائه للاحزاب والجمعيات والمنظمات الوطنية.. ولم يستبعد مصدرنا أن يتم إطلاق البوابة قبل بداية الانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة التي ستجري خلال شهر أكتوبر المقبل. بكيفية يمكن من خلالها استغلال البوابة لتعريف الشباب بمختلف أوجه الحياة السياسية في البلاد، والاطر التشريعية والقانونية المنظمة للنشاط السياسي والانتخابي، وخاصة تعريفه بحقوقه الانتخابية والسياسية، وذلك بهدف تشجيعه على المشاركة في الانتخاب. وأوضح ذات المصدر أنه سيتم استغلال التقنيات الاتصالية الحديثة لمخاطبة الشباب من ذلك أنه سيتم الاعتماد على مواقع الكترونية شهيرة بالدردشة الالكترونية والتعارف لاستقطاب الشباب على غرار موقع فايس بوك، فضلا عن استغلال المنتديات الشخصية (blogs) والبريد الالكتروني، والرسائل الالكترونية الاعلامية (newsletters)، للتوجه مباشرة لاكبر عدد ممكن من الشباب. كما ستحوي البوابة عدة نوافذ تتضمن تعريفا للابداعات الشبابية في مختلف المجالات. الموقع الشبابي سيكون إذن ملتقى الكترونيا تفاعليا للحوار والتعارف بين الشباب، وآلية حديثة للتواصل وتثقيف الشباب وتكوينه سياسيا، واجتماعيا من خلال حفزه على المشاركة في الحياة السياسية والتطوع للعمل الجمعياتي والمنظماتي. وفي سياق متصل، شرعت وزارة الشباب والرياضة منذ فترة في تنفيذ لقاءات وندوات جهوية ومحلية مع الشباب ذات أبعاد توعوية تهدف إلى تحفزه على المشاركة في الحياة العامة. جدير بالذكر أن السيد سمير العبيدي وزير الشباب والرياضة كان قد صرح ل"الصباح" أنه سيتم تنفيذ حملة وطنية تحسيسية موجهة للشباب تشمل كافة مناطق الجمهورية تهدف إلى توعية الشباب بحقوقه المدنية والسياسية لكن أيضا لتحفيزه وإقناعه على المشاركة في الحياة العامة، وعلى ممارسة حقه في الانتخاب. كما كشف عن وجود خطة عمل تتمثل في استغلال التكنولوجيات الحديثة للاتصال لمخاطبة الشباب على غرار الانترنات عبر إحداث بوابة الكترونية خاصة بالشباب للتعريف بكافة الجوانب وجميع المعطيات والمعلومات عن حقوقه المدنية، والسياسية وذلك لاستهداف أكبر عدد ممكن منهم سواء كانوا بتونس او بالخارج. أكثر من نصف مليون ناخب في سن 18 ويستمد مشروع البوابة المذكورة أهميته على اعتبار أن موضوع مشاركة الشباب في الحياة المدنية من المسائل البارزة التي سيتم التركيز عليها خلال الفترة المقبلة، خاصة وأن وزنهم الانتخابي ازداد ثقلا، بعد التخفيض في سن الانتخاب إلى 18 سنة، (حوالي 636 ألف ناخب جديد بين 18 و20سنة) وهو ما يستدعي من الاحزاب السياسية التفكير في صيغ مستحدثة في مخاطبتهم وكسب ودهم وإقناعهم بالمشاركة بفعالية في ممارسة حق الانتخاب، والنشاط ضمن الهياكل الحزبية والجمعاتية.. 13% من الشباب فقط يشاركون في الانتخابات ومعلوم أن الاستشارة الشبابية الاخيرة والدراسات التي أنجزها المرصد الوطني للشباب أبرزت أن نسبا هامة من الشباب لا ينتمون إلى الجمعيات والمنظمات. وتشير آخر الاحصائيات أن 16.7% من الشباب التونسي فقط ينتمون إلى هياكل المجتمع المدني كالانتماء إلى الاحزاب السياسية ثم الجمعيات الرياضية فالجمعيات الشبابية. وقد أبرزت الاستشارة الشبابية أن الشباب التونسي تتوفر له فرص التعبير عن رأيه بصفة أكبر في المسائل العائلية (81%) ثم في الاستشارات (47.8%) وفي سبر الاراء، (23.5%)، لكن مشاركته في الانتخابات ما تزال ضعيفة جدا (12.8%).