بيت لحم فلسطين(وات) : توجه الرئيس زين العابدين بن علي الى المشاركين في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العام السادس لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) المنعقد بمدينة بيت لحم بكلمة في ما يلي نصها: «بسم الله الرحمان الرحيم فخامة الرئيس محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية ورئيس حركة فتح الاخوة اعضاء اللجنة المركزية الاخوة والاخوات يسعدني في مستهل كلمتي ان اتوجه ببالغ الشكر والامتنان الى الاخ محمود عباس رئيس حركة فتح على الدعوة الكريمة التي تفضل بتوجيهها الي لحضور افتتاح المؤتمر العام السادس للحركة ونعرب بهذه المناسبة عن اعتزازنا بأواصر الاخوة المتينة والعلاقات العريقة القائمة بين التجمع الدستوري الديموقراطي وحركة فتح وهي علاقات متميزة لم يزدها مرور الايام والاعوام الا رسوخا على صعيد التضامن والمساندة والعمل المشترك. وما من شك في ان حضور فخامة الرئيس محمود عباس «مؤتمر التحدي» الذي نظمه حزبنا في الصائفة الماضية يبقى رمزا بالغ الدلالة على ما يجمع التجمع الدستوري الديمقراطي وحركة فتح المناضلة من علاقات تاريخية متجددة على الدوام. وستظل حادثة حمام الشط التي تمازجت فيها دماء الاشقاء الفلسطينيينوالتونسيين اثر العدوان الاسرائيلي الغاشم على مقر القيادة الفلسطينية انذاك رمزا خالدا وشاهدا على ما يجمع بين شعينا من اواصر الاخوة والتآزر والكفاح من أجل الحرية والكرامة. السيد الرئيس الاخوة والاخوات ياتي انعقاد مؤتمر حركة فتح في ظرف بالغ الاهمية وفي مرحلة تاريخية دقيقة ويقيني ان حركة فتح مدركة لجسامة التحديات التي سيعمل مؤتمركم على رفعها. واذ نتابع باستمرار تطور الاوضاع بالمنطقة فاني آمل في المقام الاول ان يتوصل الاشقاء الفلسطينيون الى انهاء حالة الخلاف بينهم وتوحيد صفوفهم وفاء للقضية الفلسطينية ولرجالاتها على مر العصور ولنا جميعا في هذه الارض المقدسة في مدينة بيت لحم وفي القدس وفي كل شبر من فلسطين اروع الامثلة في التعايش السلمي بين مختلف الاديان والمذاهب فكيف اذا كان الحال بين اشقاء؟ ويطيب لي بهذه المناسبة ان نستحضر بكامل التقدير الدور التاريخي الذي اضطلعت به حركة فتح ولا تزال على صعيد الكفاح الوطني الفلسطيني منذ انبعاثها بقيادة الزعيم الراحل ياسر عرفات ورفاقه البررة الذين منهم من استشهد في ساحة الشرف دفاعا عن القضية ومنهم من يواصل النضال وفي مقدمتهم فخامة الرئيس محمود عباس. انها مسيرة نضالية متواصلة زاخرة بالتضحيات وبالمواقف الشجاعة سجلت خلالها حركة فتح صفحات تاريخية مجيدة وضرب ابناؤها اروع الامثلة في النضال والصمود والاستماتة في الدفاع عن الارض والكرامة وهي مسيرة مباركة نفخر اليوم بمكاسبها وانجازاتها. السيد الرئيس الاخوة والاخوات ان انعقاد هذا المؤتمر التاريخي يتيح لنا الفرصة لكي نؤكد مجددا موقف تونس المبدئي والثابت في مناصرة القضية الفلسطينية التي كانت ولا تزال قضيتنا الشخصية ولم ندخر اي جهد من أجل خدمتها والدفاع عنها حتى يسترجع الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة ويتمكن من اقامة دولته المستقلة على أرضه وعاصمتها القدس الشريف. واذ نعرب عن أملنا في ان تفضي الجهود المبذولة حاليا لاعادة احياء عملية السلام وامام الزخم الدولي المؤيد للتسوية العادلة والدائمة والشاملة والحل بدولتين فاننا مدعوون لمزيد بذل المساعي لدى مختلف الاطراف الدولية الفاعلة لحمل اسرائيل على وقف انشطتها الاستيطانية وممارساتها الاستفزازية لا سيما منها المتعلقة بمحاولاتها تهويد المدن الفلسطينية وخاصة القدس الشريف وضرورة انهاء الاحتلال والقبول بقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية. وان من أوكد الاولويات انهاء معاناة الشعب الفلسطيني في الضفة وفي غزة التي شهدت مؤخرا ابشع انواع الحصار والدمار والابادة. وستبقى تونس دائما في طليعة الدول المناصرة والداعمة لاشقائنا في فلسطين من أجل ان يتوج نضالهم بنصر مبين يضع حدا لهذه المظلمة التاريخية التي تواصلت اكثر من نصف قرن. السيد الرئيس الاخوة والاخوات ان حركة فتح بفضل رصيدها التاريخي وشرعيتها النضالية وحكمة قيادتها واخلاص اطاراتها ومناضليها تظل في طليعة القوى المؤتمنة على القضية الوطنية الفلسطينية. ويقيني ان مؤتمركم سيشكل محطة هامة على صعيد توحيد الصف الفلسطيني وبلورة التصورات والحلول الكفيلة برفع التحديات وكسب الرهانات المطروحة اليوم على الشعب الفلسطيني الشقيق في هذه المرحلة الحاسمة من مسيرته النضالية. وفي الختام اعبر لكم مجددا عن فائق الشكر وخالص التقدير متمنيا لاعمال هذا المؤتمر المتميز كل النجاح والتوفيق راجيا للشعب الفلسطيني الشقيق تحقيق كل ما يصبو اليه من حرية وعزة وكرامة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».