لقاء وزيرة الخارجية الأمريكية كلينتون مع الرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد يؤشر لمرحلة جديدة في علاقة أمريكا بالصومال بعد عقدين من حيرة واشنطن وفشلها في «ترويض» مختلف القوى المتعاقبة على حكم البلاد منذ الإطاحة بنظام محمد سياد بري عام 1991 وتفكك أوصال الصومال. إنها بالتأكيد البراغماتية في أجلى صورها بما أن المصالح لا تعترف في أغلب الأحيان بالثوابت بقدر ما تجد في المتحول ما يمكّنها من الاستمرارية ويضمن لها سبل الحماية. لقد أصبح «أعداء» الأمس وعلى رأسهم زعيم «المحاكم الإسلامية» أصدقاء اليوم وقد يصبحون حلفاء الغد بما أن كلينتون تدعو إريتريا إلى وقف دعم المتمردين الأكثر تشددا من تلك «المحاكم» في سياق إعادة صياغة الاستراتيجية الأمريكية في منطقة القرن الإفريقي.. المنطقة التي تزداد أهمية لدى الدول الكبرى. إننا بصدد محور تتشكل مكوناته تدريجيا يبدأ بإسرائيل شمالا وينتهي بالصومال جنوبا مرورا بأثيوبيا قد يكون هدفه ظاهريا حماية منابع النفط والممرات البحرية هامة.