الأسبوعي- القسم القضائي في أول يوم يعود فيه نهائيا الى مسقط رأسه بولاية جندوبة قتل الشاب إبراهيم طعنا وترمّلت زوجته الشابة ويتّم طفله الوحيد الذي لم يتجاوز عمره الشهرين.. وقع الصّدمة كان عنيفا على أفراد عائلة الحامدي بمنطقة سيدي عمار بجندوبة.. الأدباش والتجهيزات التي جلبها إبراهيم من العاصمة في تلك الليلة مازالت «مكدسة» باحدى زوايا منزل والديه تنتظر من يرتّبها.. تنتظر عودة إبراهيم من حفل عرس أحد أبناء الجهة.. ولكنه تأخر عن العودة الى أن اكتشف سبب تأخره الذي نزل كالصاعقة على الجميع. فماذا حصل؟ لماذا تأخر إبراهيم عن العودة الى البيت؟ ولماذا قتل بطريقة فيها الكثير من البشاعة والانتقام؟ «الأسبوعي» اتصلت بعائلة القتيل وتحصلت على المعطيات التالية: فرحة لم تدم «لقد تزوجنا في صائفة 2008 وأنجبنا طفلا عمره اليوم شهران ..كانت فرحة إبراهيم لا توصف بقدوم ابننا البكر ولكن هذه الفرحة تحولت الى مأساة، بهذه العبارات المتقطعة بادرتنا أرملة الضحية وتدعى لبنى بالحديث عن المأساة التي حلت بعائلتها قبل أن تضيف:«من لنا اليوم ليعيلنا؟ لقد حرمونا من عائلنا الوحيد.. أناشد السلط الجهوية بجندوبة لدراسة وضعيتنا الاجتماعية والوقوف الى جانبنا في هذا المصاب الجلل». قرار العودة أما عمر (شقيق الضحية) فقد أفادنا بأن ابراهيم كان يقطن بالعاصمة ويعمل في قطاع النقش على الرخام ولكن صعوبة الحياة وتواضع إمكانياته المادية دفعت به الى اتخاذ قرار العودة الى مسقط رأسه «إذ اصطحب شقيقي الى العاصمة لجلب أدباشه وتجهيزاته وقد وصلا في ساعة متأخرة من مساء يوم الواقعة الى منزل العائلة بسيدي عمار». خلاف وأضاف محدثنا: بينما كنت أتابع حفل عرس أحد أبناء الجهة قدم إبراهيم وشقيقي الثاني وكانت الساعة تشير الى حوالي منتصف الليل و45 دقيقة ولم تمض سوى عشر دقائق حتى نشب خلاف بين إبراهيم وأحد أقاربنا فسارعت الى فضّه ومرافقة شقيقي نحو المنزل وعلى بعد نحو 400 متر من البيت تركتهما وأسرعت الخطى بمفردي نحو المنزل حيث التقيت بوالدي وتبادلت الحديث معهما وفجأة حصل ما لم يكن في الحسبان». معركة «في الاثناء وصل شقيقي الثاني بمفرده يتابع عمر وأعلمنا بأن ابراهيم سيلتحق بالبيت قريبا فطلبت منه العودة لاصطحابه وفعلا توجه الى حيث ترك إبراهيم وفجأة سمعنا ابن شقيقي يصرخ «ثمة عركة.. ثمة عركة» فسارعنا بالتوجه نحو المكان الذي حدده لنا لنعثر على ابراهيم ملقى في مجرى واد والدماء تنزف من أنحاء عديدة من جسمه». 12 طعنة قاتلة وذكر محدثنا أنهم قاموا بنقل الضحية في الحين الى مستشفى جندوبة في محاولة لإسعافه غير أنه فارق الحياة في الطريق. وعن أطوار الجريمة علمنا أن المتهم الرئيسي وإثر الخلاف الذي نشب بينه وبين ابراهيم وفضّ في البداية استعان بمجموعة من الشبان واقتفوا أثر الهالك الى أن التحقوا به وانهالوا عليه ضربا وركلا وسددوا له سلسلة من الطعنات بواسطة عدة سكاكين وألقوا به في مجرى واد ثم فرّوا.. وقد تولى أعوان فرقة أمنية مختصة البحث في ملابسات الجريمة حيث أوقفوا حوالي ثمانية أشخاص يشتبه في أن ثلاثة من بينهم طعنوا الهالك بينما ترجح مشاركة البقية في الواقعة. وأكيد أن التحريات المتواصلة ستكشف الحقيقة.