من أتيحت له يوما فرصة زيارة مدينة مرسيليا لا يمكن إلا أن ينبهر بمشهد " الميناء القديم " الذي تطور مع مرور الزمن إلى لوحة فنية عملاقة تتصدره بحيرة جميلة مرصعة بعشرات المقاهي والمطاعم الجميلة.. حيث يتجمع فتيان وفتيات وكهول وشيوخ من بين أبناء المهاجرين أصيلي مختلف الدول المتوسطية وخاصة من بلدان شمال إفريقيا وايطاليا واسبانيا واليونان والبرتغال.. وفي مدينة بنزرت القديمة لا تتمالك إلا أن تستحضر مشاهد مرسيليا.. رغم الفارق الكبير بين حجمي الميناءين القديمين.. بل قد تبدو لك بنزرت أجمل بحكم اعتدال مناخها.. وقرب البحر ومنطقته السياحية الجديدة من وسط المدينة.. ومن " البلاد العربي " وجوامعها وتراثها الفني والمعماري والاقتصادي.. ومحلاتها الشرقية التي تتعالى منها نغمات خميس ترنان ورفاقه.. لكن بعض السلوكيات والمظاهر "الغريبة" اصبحت تزعج في بنزرت.. من بينها الروائح الكريهة التي تنبعث بالقرب من الرصيف ومئات القواريرالبلاستيكية الفارغة الملقاة في "البحيرة" التي تكون "الميناء القديم".. الى جانب كميات الغاز الملوث المنبعثة من عشرات الدراجات النارية التي يسمح لها بالسير فوق الرصيف المخصص للمطاعم والمقاهي على حافة البحر.. فهلا تحركت السلطات الجهوية لتدارك مثل هذه الثغرات.. بعد الجهد الجبار الذي بذل لضمان تدفق مياه البحر الى مياه "الميناء القديم" الذي يشهد الجميع أنه كاد "يموت" لولا خطة استصلاحه؟ اقتراح نقدمه الى من يهمه الامرجهويا ووطنيا خاصة أن بنزرت أصبحت تستقطب خلال الصيف آلاف الزوار من السياح التونسيين والعرب والاجانب..