تعتبر الميناء العتيق لبنزرت من المعالم التّي تميّز المدينة ومن الأماكن التّي لا غنى عن زوّارها من التونسيين والأجانب من المرور بها والجلوس في إحدى مقاهيها للاستمتاع بمنظر البحر وحركة الزّوارق والمراكب وهي تدخل الميناء أوتغادره نحو البحر العميق. وكان هذا الميناء قبلة عديد الفنّانين التّشكيليين الذّين وجدوا فيه لوحة فنّية تجمع بين جمال الطبيعة وأصالة المعالم البشريّة المحيطة به مثل حيّ القصيبة وسور القصبة ومآذن المساجد المطلّة عليه وكان هذا الميناء إلى سنوات قليلة خلت يحلو فيه الجلوس في مقاهيه والنّفس موزّعة بين متعة الأذن بشدو أغاني أمّ كلثوم المنبعث من آلات التّسجيل وبين متعة العين بما يوفّره مشهد البحر للنّاظر من امتداد وزرقة غير أنّ حال هذا الميناء شهد هذه الأيّام بعض السّلبيات التّي تؤثّر على مكانته السياحية والتّاريخية بما يعانيه من مشاكل التّلوّث حيث أصبح رصيف خميّس ترنان المطلّ على المرسى يشكو من فيضان بالوعات التّطهير الصّحي طيلة اليوم وعلى امتداد عدّة أيّام ممّا جعل الأرضية ميدانا لمياه قنوات التّطهير فأصبح ذلك يعيق مرور المترجّلين الذّين يشمّرون عن سراويلهم عند اجتياز الرّصيف وجعل الجالسين في المقاهي يستنشقون الرّوائح الكريهة المنبعثة من هذه البالوعات كما أصبحوا مجبرين على معاناة نوع آخر من التّلوّث وهو المرتبط بالدرّاجات الناريّة التّي تجتاز الرّصيف رغم أنّه مسلك سياحيّ حيث عوّض أزيزها صوت أمّ كلثوم ودخانها النّسيم العليل الذّي يعرف به المرسى القديم والحقيقة أنّ وضعية المرسى القديم أثارت في المدّة الأخيرة اهتمام عدّة جهات في مدينة بنزرت من ذلك أن إحدى الإذاعات الجهوية بثّت في الأسبوع الفارط ملفّا في أحد برامجها يتعلّق بالموضوع ورغم ما سمعناه من مبادرات واقتراحات مازال المرسى العتيق غارقا في المياه الدّاكنة لقنوات التّصريف الصّحّي.